أسعار النفط الخام تتخلى عن علاوات المخاطر الجيوسياسية

واصلت أسعار النفط خسائرها ، لتمحو تقريبًا كل المكاسب الأخيرة التي تحققت بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة. وحسب منصات شركات تداول النفط… فقد أنخفضت الأسعار بنسبة 4% يوم الثلاثاء، والتي أعقبت انخفاضًا بنسبة 2% يوم الاثنين وذلك مع ضعف الطلب العالمي وتخفيف التوترات في الشرق الأوسط مما أثر بشكل كبير على المشاعر. وزعمت التقارير أن إسرائيل قد تتجنب ضرب البنية التحتية النفطية الإيرانية، مما أدى إلى تبديد بعض علاوة المخاطر على أسعار النفط الخام. وفي الأول من أكتوبر، نفذت طهران ضربات صاروخية باليستية على إسرائيل ردًا على مقتل أحد قادة جماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران. وعلى مدى الأسابيع اللاحقة، ارتفعت أسعار النفط الخام بأكثر من 10% تحسبًا لرد إسرائيل على هجوم إيران. وتنتج إيران حوالي 3.2 مليون برميل يوميًا من النفط، وأي هجوم على منشآتها النفطية قد يؤدي إلى شل العرض في المنطقة. ودفع هذا أسعار النفط إلى الارتفاع بشكل حاد خلال الجلسات القليلة القادمة.

وفي وقت كتابة هذا التقرير، بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط 70.72 دولارًا للبرميل، بأنخفاض 4.2٪ عن الإغلاق السابق. وانخفض خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال بنسبة 4.0٪ إلى 74.33 دولارًا للبرميل.

مخاوف الطلب في المقدمة

وسط تقارير تفيد بأن إسرائيل قد لا تستهدف منشآت النفط الإيرانية، تحول التركيز مرة أخرى إلى أساسيات الطلب في سوق النفط الخام. وفى هذا الصدد فقد خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول يوم الاثنين توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لكل من عامي 2024 و 2025 للشهر الثالث على التوالي.

وأستشهدت أوبك بالطلب الضعيف من مناطق معينة في جميع أنحاء العالم لخفض تقديراتها.

وتكافح الصين، أكبر مستورد للنفط الخام، لإحياء اقتصادها إلى مستويات ما قبل الوباء. وقد أثر هذا على أسعار النفط خلال الأشهر القليلة الماضية. وحسب محللون وبينما خفضت أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2024، مستشهدة بضعف الطلب الصيني، تظل أسعار النفط مدعومة بالمخاطر الجيوسياسية المستمرة. وقد يوفر تخفيف التهديدات الجيوسياسية المباشرة راحة مؤقتة لأسعار النفط والغاز الطبيعي، لكن توقعات الطلب تظل محركًا رئيسيًا لكلا السلعتين.

وعلى الرغم من أن أوبك خفضت توقعاتها للطلب على نمو استهلاك النفط الخام قليلاً، إلا أن التخفيضات المتتالية على مدى الأشهر الثلاثة الماضية لفتت انتباه السوق. وسينتظر المتداولون إصدار تقرير النفط الشهري لوكالة الطاقة الدولية لتقييم ديناميكيات العرض والطلب بشكل أكبر.

فشل حزمة التحفيز الصينية في تحسين المزاج

فى هذا الصدد فقد أعلن وزير المالية الصيني يوم السبت أن البلاد ستزيد ديونها بشكل كبير، لكنه فشل في إعطاء أي تفاصيل حول الكمية. وكان هذا هبوطيًا للسوق حيث توقع المتداولون حزمة تحفيز كبيرة لدعم الاقتصاد ودعم الطلب على السلع الأساسية. وكانت قد أظهرت بيانات الجمارك الصينية أن واردات النفط في سبتمبر انخفضت عن العام السابق، حيث قيدت المصانع المشتريات بسبب ضعف الطلب المحلي على الوقود وتضييق هوامش التصدير، وفقًا لتقرير رويترز. وعليه فقد قالت محللة السوق المستقلة تينا تنج لرويترز بأنه في حين تظل توقعات الطلب ضعيفة بسبب الإنتاج الأمريكي المرتفع القياسي والطلب الصيني الضعيف، “تراجع النفط عن الارتفاع الناجم عن التوتر في الشرق الأوسط حيث ربما كان رد فعل السوق مبالغًا فيه”.

التوقعات الفنية للنفط الخام:

تحظى أسعار خام غرب تكساس الوسيط بدعم فوري عند 69.91 دولارًا و68.91 دولارًا للبرميل، بينما تواجه مقاومة عند 73.45 دولارًا للبرميل، مع متوسط التحرك الأسي لمدة 50 يومًا فوق 73.93 دولارًا للبرميل، وعليه يشير المتوسط المتحرك الأسي لمدة 200 يوم عند 72.64 دولارًا إلى اتجاه أطول أمدًا لصالح الزخم الهبوطي، ولكن إذا ارتفعت الأسعار فوق 72 دولارًا، فقد نشهد تصحيحًا صعوديًا.

وفي حال تم كسر الدعم تحت 70 دولار للبرميل، فقد تنخفض الأسعار أكثر.

وبالنسبة لأسعار خام برنت، كانت المقاومة الفورية عند 76.85 دولار للبرميل، في حين كان الدعم عند 74.34 دولار، والذي تم اختراقه هذا الصباح. والدعم الإضافي لبرنت هو 73.56 دولار و72.69 دولار للبرميل. وتشير المؤشرات الفنية إلى أن البقاء تحت 75.54 دولار قد يحافظ على الضغط الهبوطي، في حين أن الكسر فوقه قد يحول الزخم إلى الاتجاه الصعودي.

هذا الشارت من منصة tradingview