أكد مسح اقتصادي ضعيف آخر أن الاقتصاد الألماني من المرجح أن يكون في حالة ركود. ولكن أولئك الذين يتطلعون إلى المستقبل يرون إمكانية للتحول. وفى هذا الصدد قال معهد البحوث الاقتصادية (ifo) بإن مسحه لمعنويات الأعمال انخفض للشهر الخامس على التوالي إلى 85.4 في سبتمبر من 88.6 في أغسطس. وحسب المفكرة الاقتصادية…. فقد أنخفض عنصر التقييم الحالي في مسح مناخ الأعمال Ifo إلى 84.4 من 86.4 في أغسطس، في حين انخفضت التوقعات إلى 86.3 من 86.8 في سبتمبر. تأتي البيانات في أعقاب إصدار مؤشر مديري المشتريات المركب الألماني يوم الاثنين، والذي جاء عند 47.2، مما يضعه تحت خط الماء 50 الذي يفصل الانكماش الاقتصادي عن التوسع.
وتعليقا على ذلك يقول كارستن برزيسكي، المحلل في بنك ING: “في الوقت الحالي، فإن متابعة بيانات الاقتصاد الكلي الألماني أشبه بنزهة طويلة على طريق الأحلام المحطمة”.
وعموما يتحمل قطاع التصنيع الالمانى العبء الأكبر من التدهور، حيث انخفضت القراءة الفرعية للتصنيع لقطاع مسح Ifo إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2020. ولكن مسوحات Ifo وPMI تظهر أيضًا أن قطاع الخدمات يُظهر علامات واضحة على التباطؤ حيث بدأ سحب قطاع التصنيع المهيمن في ألمانيا يصبح لا يقاوم. ومن جانبها تقول فرانزيسكا بالماس، كبيرة خبراء الاقتصاد الأوروبي في Capital Economics، “إن الانخفاض في مؤشر Ifo الألماني في سبتمبر يضيف إلى الأدلة على أن الاقتصاد الألماني عاد إلى الركود”.
ومع ذلك، يقول برزيسكي من ING إن المد قد يتحول قريبًا:”لا تستبعد المفاجآت الإيجابية المحتملة بحلول نهاية العام. وفي حين أن أعلى زيادة في الأجور الحقيقية منذ أكثر من عقد من الزمان قد تفتح محافظ المستهلكين الألمان، على الرغم من مخاوف فقدان الوظائف المتزايدة، فإن الإنتاج الصناعي قد يأتي للإنقاذ”.
ويوضح المحلل بأن المخزونات كانت عند مستويات مرتفعة لفترة غير مسبوقة من الزمن. و”لن يتطلب الأمر سوى تحسن طفيف في دفاتر الطلبات الصناعية لتحويل دورة المخزون وإعادة نمو الإنتاج الصناعي مرة أخرى. ومن المسلم به أن هذا سيكون تحسنًا دوريًا قادمًا من مستويات منخفضة للغاية، ولا يغير بالكاد رواية بلد عالق في الركود”. وفي الوقت نفسه، شهد تباطؤ اقتصاد منطقة اليورو، والذي أشارت إليه دراسة مؤشر مديري المشتريات يوم الاثنين، ارتفاع توقعات الأسواق لخفض أسعار الفائدة في أكتوبر/تشرين الأول في البنك المركزي الأوروبي. ومن جانبه يقول سامر حسن، كبير محللي الاسواق في XS.com: “من الجانب الإيجابي، من شأن استمرار تدفق المسوحات والبيانات السلبية أن يعزز الآمال في أن يسرع البنك المركزي الأوروبي وتيرة خفض أسعار الفائدة، الأمر الذي قد يساهم في إنعاش اقتصاد المنطقة”.
وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت الصين يوم الثلاثاء عن مجموعة كبيرة من تدابير التحفيز التي تهدف إلى تحفيز اقتصاد البلاد من أجل تحقيق هدف النمو السنوي الإلزامي بنسبة 5.0٪. وتعد الصين مهمة لألمانيا لأنها سوق تصديرية مهمة لصادرات ألمانيا من التكنولوجيا الفائقة. إن انتعاش الطلب هنا قد يعزز الصادرات الألمانية في الأشهر المقبلة، مما يثير الآمال في أن الحضيض أصبح وشيكاً.