تراجعت شركة تسلا عن توقعاتها السابقة لنمو المبيعات للعام 2025، وتعهدت بإعادة النظر في توقعاتها للربع القادم، في إشارة إلى أن الرسوم الجمركية، ومجموعة السيارات القديمة، والهجوم العنيف على الرئيس التنفيذي إيلون ماسك، تُؤثر على شركة صناعة السيارات الكهربائية. وعليه فقد أعلنت الشركة فى منتصف الاسبوع عن أرباح مُعدّلة بلغت 27 سنتًا للسهم الواحد في الربع الأول، وهو أقل من متوسط توقعات المحللين.
الرسم البيانى المباشر لسعر سهم تسلا
وعليه فقد أغفلت شركة تسلا توقعًا سابقًا بعودة المبيعات إلى النمو للعام بأكمله، قائلةً بإنها “تُجري استثمارات حكيمة تُمهّد” لنمو أعمال السيارات. وسيعتمد ذلك على عوامل تشمل زيادة الإنتاج و”البيئة الاقتصادية الكلية الأوسع”. وأضافت تسلا فى بيانها: “من الصعب قياس آثار تحول سياسة التجارة العالمية على سلاسل توريد السيارات والطاقة، وهيكل التكاليف لدينا، والطلب على السلع المعمرة والخدمات ذات الصلة”.
وتأتي هذه التوقعات المتشائمة لشركة تسلا للعام في أعقاب عام 2024 الصعب، حيث فشلت شركة صناعة السيارات في تحقيق هدفها لنمو المبيعات السنوية لأول مرة منذ أكثر من عقد. كما جاءت بأقل من توقعات المحللين لمبيعات السيارات في الربع الأول، والتي صدرت في وقت سابق من هذا الشهر.
وكان قد زادت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الامريكى دونالد ترامب من التحديات التي تواجهها تيسلا، وتهدد بزعزعة سلاسل توريد السيارات عالميًا وزيادة التكاليف في جميع أنحاء القطاع. وفي حين أنه من المتوقع أن تتأثر تيسلا بشكل أقل نسبيًا من العديد من شركات صناعة السيارات نظرًا لمصانعها الكبيرة في كاليفورنيا وتكساس، إلا أن سياراتها تحتوي على بعض المكونات غير الأمريكية، وقد حذرت الشركة من تأثير محتمل.
كما أثار ماسك وسياساته ردود فعل عالمية سلبية بسبب علاقاته بإدارة ترامب وتأييده لمواقف سياسية مثيرة للجدل في أوروبا.
ومؤخرا كانت قد أصبحت صالات عرض ومحطات شحن تيسلا هدفًا للاحتجاجات وأعمال التخريب، لا سيما في الولايات المتحدة الامريكية. وتُشجع حركة “تسلا تيك داون”، وهي حركة لامركزية تتهم ماسك بأنتهاك الأنظمة الديمقراطية حول العالم، الناس على بيع سيارات تيسلا وأسهم الشركة، مُدينةً العنف والتخريب.
وحول المستقبل لشركة تسلا، كتب دان آيفز، محلل شركة ويدبوش للأوراق المالية، بأن تيسلا تواجه “انخفاضًا دائمًا في الطلب بنسبة 15% إلى 20% على مشتري تيسلا المستقبليين بسبب الضرر الذي ألحقه ماسك بالعلامة التجارية من خلال وزارة الكفاءة الحكومية، التي قادها الملياردير. وأضافت الشركة أن “تغير التوجهات السياسية” عامل آخر “قد يكون له تأثير ملموس على الطلب على منتجاتنا على المدى القريب”.
مستقبل منتجات تسلا القيادة الذاتية، الروبوتات
يراهن ماسك بشكل متزايد على مستقبل تيسلا في مجال القيادة الذاتية، مثل سيارات الأجرة ذاتية القيادة، والروبوتات، بما في ذلك الروبوت أوبتيموس ذي الشكل البشري. وفى هذا الصدد قالت الشركة في بيانها للمساهمين: “بينما نواصل تطبيق الابتكارات لخفض تكلفة التصنيع والعمليات، نتوقع بمرور الوقت أن تصاحب أرباحنا المرتبطة بالأجهزة تسارع في نمو الذكاء الاصطناعي والبرمجيات وأرباح الأسطول”.
وأكدت شركة صناعة السيارات أن خططها لإطلاق سيارات جديدة، بما في ذلك طرازات بأسعار معقولة، لا تزال قائمة لبدء الإنتاج في النصف الأول من هذا العام. وقد يكون ذلك مفاجئًا لبعض المستثمرين بعد أن أفادت رويترز الأسبوع الماضي بتأجيل إطلاق الإنتاج لبضعة أشهر. وأعلنت شركة تيسلا بأنها جهزت مصانعها بالفعل لإطلاق طرازات جديدة خلال فترة التوقف، مع تحويل خطوط الإنتاج لطراز موديل واي المُجدد. وأكدت على الحاجة إلى خيارات أكثر بأسعار معقولة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي الحالية الناتجة عن السياسات التجارية.