الإثنين , سبتمبر 16 2024
إبدأ التداول الآن !

خفض تصنيف الصين مع اقتراب خطر حرب الرسوم الجمركية الثانية

خفض جي بي مورجان تصنيفه للأسهم الصينية، من “مرتفعة الوزن” إلى “محايدة” وذلك بسبب المخاوف المتزايدة بشأن حرب رسوم جمركية ثانية محتملة مع الولايات المتحدة الامريكية وعدم اليقين الاقتصادي المستمر في الصين. وعليه فقد حث البنك المستثمرين على التركيز على دول مثل الهند والمكسيك والمملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى بيئات اقتصادية أكثر ملاءمة في هذه الأسواق. وتفقد الصين، التي كانت تُعتبر ذات يوم مركزًا استثماريًا مزدهرًا، جاذبيتها مع تحويل المستثمرين العالميين الأموال بشكل متزايد إلى أسواق ناشئة أخرى.

لماذا خفض جي بي مورجان تصنيف الأسهم الصينية؟

يأتي قرار جي بي مورجان بتغيير موقفه من الأسهم الصينية في أعقاب سلسلة من النكسات الاقتصادية للبلاد. حسب منصات شركات تداول الاسهم… فقد أنخفض مؤشر الأسهم الصيني CSI 300 بأكثر من 40٪ منذ ذروته في عام 2021. ويعزى هذا التباطؤ إلى عدة عوامل، بما في ذلك العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة الامريكية والصين، وأزمة العقارات المتفاقمة، وبيانات التصنيع المخيبة للآمال.

وحسب نتائج المفكرة الاقتصادية….. أظهرت بيانات نشاط التصنيع في أغسطس انخفاضًا إلى أدنى مستوى في ستة أشهر، مما أثار المخاوف بشأن ما إذا كانت الصين قادرة على تلبية هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5٪ لهذا العام.

ما هي التأثيرات المحتملة لحرب تعريفات جمركية ثانية بين الولايات المتحدة والصين؟

سلطت مذكرة جي بي مورجان الضوء على الخطر الوشيك المتمثل في “حرب التعريفات الجمركية 2.0” إذا فاز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري الرائد، في انتخابات نوفمبر. ووفقًا للبنك، فإن الزيادة المحتملة في التعريفات الجمركية الأمريكية على السلع الصينية من 20٪ إلى 60٪ قد تؤثر بشدة على اقتصاد الصين. وتقدر جي بي مورجان أن مثل هذا التصعيد قد يؤدي إلى خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بنقطتين مئويتين من التوقعات الحالية البالغة 4% لعام 2025. وقد أثار هذا السيناريو المحتمل قلق المستثمرين الذين يشعرون بالفعل بالقلق إزاء تباطؤ الزخم الاقتصادي في الصين.

بدائل للأسهم الصينية: الهند والمكسيك والمملكة العربية السعودية

وفي توصيتها، اقترحت جي بي مورجان أن ينظر المستثمرون في أسواق ناشئة أخرى مثل الهند والمكسيك والمملكة العربية السعودية. وتظهر هذه البلدان نمواً اقتصادياً أقوى وبيئات سياسية أكثر استقراراً، مما يجعلها وجهات استثمارية أكثر جاذبية. فعلى سبيل المثال، اجتذبت الهند استثمارات أجنبية كبيرة، مدفوعة بقطاع التكنولوجيا والإصلاحات الحكومية. وتستفيد المكسيك من قربها من الولايات المتحدة والتحول في سلاسل التوريد بعيداً عن الصين. كما تجذب المملكة العربية السعودية انتباه المستثمرين العالميين بسبب جهودها في تنويع الاقتصاد في إطار رؤية 2030.

تكافح الصين لجذب المستثمرين العالميين

ويأتي خفض تصنيف جي بي مورجان في وقت تكافح فيه الصين لجذب رأس المال العالمي. وعلى الرغم من الجهود المبذولة لاستقرار اقتصادها، مثل خفض أسعار الاقتراض، يظل المستثمرون حذرين. ويعكس هذا التحول في المشاعر اتجاهًا أوسع نطاقًا حيث يسعى المستثمرون العالميون إلى أسواق أكثر أمانًا وواعدة. وتُظهر البيانات أنه في حين شهدت الصين انحدارًا، اكتسبت أسواق مثل الهند والمكسيك قوة دفع. وفي حين يظل هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5٪ غير مؤكد، يتوقع جي بي مورجان الآن أن يبلغ نمو الصين للعام بأكمله في عام 2024 حوالي 4.6٪. ويراقب المستثمرون عن كثب إصدارات البيانات الاقتصادية القادمة، بما في ذلك أرقام التضخم والميزان التجاري، لتقييم إمكانية المزيد من التدخلات السياسية من بكين.

وقد تكون حزمة تحفيز أكثر قوة ضرورية لاستعادة الثقة في الآفاق الاقتصادية للصين.

ويمثل تحول جي بي مورجان إلى موقف “محايد” بشأن الأسهم الصينية نقطة تحول مهمة في مشاعر المستثمرين تجاه الصين. ومع تزايد حالة عدم اليقين، بما في ذلك احتمال اندلاع حرب تعريفات أخرى مع الولايات المتحدة، يبحث المستثمرون العالميون عن ملاذات أكثر أمانًا في الأسواق الناشئة الأخرى. وعليه ستكون الأشهر المقبلة حاسمة حيث تتنقل الصين عبر تحدياتها الاقتصادية، ويستمر المستثمرون في تقييم المخاطر والمكافآت المترتبة على البقاء مستثمرين في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

المحلل محمود عبد الله
يعمل في أسواق العملات الأجنبية منذ 16 عاما بتفرغ كامل. يقدم تحليلاته ومقالاته وتوصياته في أشهر المواقع العربية المتخصصة في أسواق المال العالمية ونالت خبرته الكثير من الاهتمام اليومي لدى المتداولين العرب. يعمل على توفير التحليلات الفنية والاخبار السوقية والتوصيات المجانية واكثر بمتابعة لا تقل عن 15 ساعة يوميا، ويهدف لتبسيط كيفية التداول في الفوركس ومفهوم التجارة لجمهوره بدون تعقيد وبأقل الامكانيات. بالإضافة، فهو مبتكر للعديد من الافكار والادوات التي تساعد المتداول بالتعامل مع شركات التداول الشهيرة وتوفر له دخول عالم المتاجرة بكل سهولة.