أنخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوى لها منذ ستة أسابيع عند 77.50 دولارًا للبرميل يوم الثلاثاء، مدفوعة بالتفاؤل المتزايد بشأن وقف إطلاق النار المحتمل في غزة. ويعكس هذا الانخفاض تحولا أوسع في السوق وذلك مع تلاشي المخاوف من انقطاع الإمدادات في المنطقة، مما يسلط الضوء على تأثير التطورات الجيوسياسية على أسعار النفط الخام.
الجهود الدبلوماسية وردود أفعال السوق
وكانت قد أكتسبت الجهود الدبلوماسية الأخيرة للتوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس زخما. وساهمت الخطة، والتي قادها الرئيس الأمريكي جو بايدن وتوسطت فيها مصر وقطر، في خلق توقعات أكثر استقرارا للسوق. ويؤكد اللقاء المرتقب بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض يوم الخميس أهمية هذه المبادرات الدبلوماسية. وفي بيان صدر مؤخرا على موقع X (تويتر سابقا)، أشاد نتنياهو بدعم بايدن لإسرائيل وأعرب عن ترقبه للقاءهما.
تأثير قوة الدولار الأمريكي
وبالإضافة إلى العوامل الجيوسياسية، لعبت قوة الدولار الأمريكي دورًا حاسمًا في الانخفاض الأخير في أسعار النفط الخام. ويزيد ارتفاع سعر الدولار الامريكى من تكلفة النفط بالنسبة للمشترين الدوليين، مما يفرض ضغوطا هبوطية إضافية على أسعار العقود الآجلة. وكان قد أستقر مؤشر الدولار الامريكى عند حوالي 104.2 يوم الثلاثاء حيث قام المستثمرون بتقييم تأثير التطورات السياسية في الولايات المتحدة بعد إعلان بايدن الانسحاب من حملة إعادة انتخابه وتأييد نائب الرئيس كامالا هاريس كمرشحة ديمقراطية. وعلى الرغم من تقدم الرئيس السابق دونالد ترامب في استطلاعات الرأي، يقوم المشاركون في السوق بتعديل توقعاتهم، مبتعدين عن “تجارة ترامب” والتي كانت تدعم في السابق الدولار وعوائد سندات الخزانة.
ويؤثر هذا التحول على ديناميكيات السوق، حيث يركز المستثمرون الآن على إصدارات البيانات الرئيسية القادمة.
البيانات الرئيسية وتوقعات أوبك+
وينتظر مراقبو السوق بفارغ الصبر تقديرات مخزون النفط من معهد البترول الأمريكي (API)، وبالإضافة إلى البيانات الرسمية للحكومة الأمريكية المقرر صدورها اليوم الأربعاء. وتشير التوقعات إلى انخفاض محتمل قدره 2.5 مليون برميل في إمدادات الخام الأمريكية للأسبوع المنتهي في 19 يوليو، مع انخفاض إضافي قدره 500 ألف برميل في مخزونات البنزين.
وبالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن يحافظ اجتماع أوبك+ القادم في الأول من أغسطس على سياسات الإنتاج الحالية دون تغييرات كبيرة. ويشير هذا الاستقرار في قرارات الإنتاج إلى أن سوق النفط العالمية ستستمر في التعامل مع ديناميكيات العرض الحالية دون تغييرات كبيرة. ونظرًا لأن الأحداث الجيوسياسية وتقلبات أسعار العملات وإصدارات البيانات الهامة تشكل سوق النفط، يجب على أصحاب المصلحة أن يتنقلوا بعناية في المشهد المتطور الذي يتأثر بالعوامل الخارجية وأساسيات السوق.
ومؤخرا تأثر سوق النفط الخام بالتخفيضات المفاجئة في أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الصيني، حيث أكد ذلك أن السلطات النقدية تشعر بالقلق إزاء ضعف توقعات النمو. وفي المقابل، يمكن أن يترجم هذا إلى تباطؤ الطلب على سلع الطاقة.
تحليل أسعار النفط الخام:
واصل سعر خام غرب تكساس الوسيط أنخفاضه وذلك بعد الاختراق الهبوطي من المثلث الهابط على الرسم البياني لكل 4 ساعات. وتظهر مستويات تصحيح فيبوناتشي المحدثة في الرسم البياني أدناه. ويقع مستوى فيب 38.2% عند 79.64 دولارًا للبرميل، ثم يقع مستوى 50% عند 80.27 دولارًا للبرميل بالقرب من نقطة الانعطاف الديناميكي 100 SMA. وقد يصل التراجع الأكبر إلى مستوى فيبوناتشي 61.8% والذي يتزامن مع قاع المثلث المكسور والذي قد يظل الآن كمقاومة.
وحاليا يقع 100 SMA أقل من 200 SMA للتأكيد على أن المسار الأقوى هو الاتجاه الهبوطي أو أن عمليات البيع من المرجح أن تكتسب زخمًا بدلاً من الانعكاس. كما تتسع الفجوة بين المؤشرات لتعكس تعزيز زخم البيع. وفى نفس الوقت لا يزال مؤشر ستوكاستيك يتجه صعودًا للإشارة إلى أنه لا يزال هناك القليل من الضغط الصعودي، وبالتالي يمكن لأسعار النفط الخام أن تحذو حذوها حتى يتم استيفاء ظروف التشبع الشرائي. ولدى مؤشر القوة النسبية مجال أكبر للصعود قبل الإشارة إلى ظروف التشبع في الشراء، وبالتالي قد يستمر التصحيح حتى يعكس مؤشر التذبذب الإرهاق بين المشترين.
وعليه فإذا تمكن أي من مستويات فيبوناتشي من الحفاظ على المكاسب تحت السيطرة، فقد يستأنف سعر النفط الخام الانخفاض إلى أدنى مستوى عند 77.61 دولارًا للبرميل أو أقل.
هذا الشارت من منصة tradingview