تراجع أسعار النفط الخام بعد الضربات الإسرائيلية المحدودة على إيران

هبطت أسعار النفط الخام بشكل كبير في بداية تداولات هذا الأسبوع وذلك بعد أن أقنع رد الفعل الإسرائيلي المحدود على الهجوم الصاروخي الإيراني الأسواق بأن التصعيد الملحوظ في الصراع غير مرجح. ثم ساعد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في تهدئة التوترات يوم الأحد عندما أشار إلى أنه لن يكون هناك أي رد مباشر على الضربات الإسرائيلية في إيران. وعليه فقد انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط من 71.78 دولارًا يوم الجمعة إلى 68.01 دولارًا للبرميل قبل أن يتعافى قليلاً. وفي الوقت نفسه، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت من 76.05 دولارًا يوم الجمعة إلى أقل من 72 دولارًا قبل أن ترتد مرة أخرى نحو 73 دولارًا للبرميل.

وكانت قد أرتفعت علاوة المخاطر الجيوسياسية في أسواق النفط الخام بشكل كبير في الأول من أكتوبر عندما أطلقت إيران ما يقرب من 200 صاروخ باليستي على إيران ردًا على قيام إسرائيل بقتل الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران. وبعد أسابيع من التكهنات حول كيفية رد إسرائيل، بما في ذلك التقارير التي تفيد بأنها قد تستهدف مواقع النفط والغاز في إيران، ساعد النطاق المحدود نسبيًا للهجوم يوم السبت في تهدئة التوترات في المنطقة.

وفي حوالي الساعة 02:15 بالتوقيت المحلي يوم السبت، نفذت إسرائيل ما وصفته بضربات جوية “دقيقة ومستهدفة” على إيران. ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، “شملت الأهداف الدفاعات الجوية الإيرانية، بالإضافة إلى إنتاج الصواريخ والطائرات بدون طيار، ومرافق الإطلاق”. وأكد الجيش الإيراني مقتل أربعة جنود خلال الهجوم.

ومن جانبها فقد وصفت الولايات المتحدة الامريكية الهجوم بأنه “تمرين للدفاع عن النفس” بعد أن حث الرئيس بايدن إسرائيل على عدم استهداف أي بنية تحتية نفطية أو منشآت نووية. وفي اليوم التالي للهجوم، أشار المرشد الأعلى الإيراني إلى أن أي رد من إيران سيكون محسوبًا، مضيفًا أن “وحشية النظام الصهيوني لا ينبغي المبالغة فيها أو التقليل من شأنها”.

وكان قد أدى هذا التهدئة النسبية للتوترات بين إسرائيل وإيران إلى تقليل خطر حدوث خلل كبير في الإمدادات في المنطقة، مما دفع أسواق النفط إلى إعادة التركيز على الأساسيات. وإن حقيقة أن الطاقة الاحتياطية تظل مرتفعة لن تؤدي إلا إلى زيادة الضغوط الهبوطية على أسعار النفط. وعموما يبدو أن الرأي في أسواق النفط موحد بشأن أتجاه الأسعار في الأمد القريب، حيث قال آندي ليبو، رئيس شركة ليبو أويل أسوشيتس، لشبكة سي إن بي سي بإنه “قد يكون من الصعب الآن أن نرى أسعار خام برنت تصل إلى 80 دولارًا في المستقبل المنظور”.

وفى نفس الصدد يرى وارن باترسون وإيوا مانثي من آي إن جي وكذلك شاول كافونيك من إم إس تي ماركي أن الهجمات الإسرائيلية المحدودة تفتح الباب أمام خفض التصعيد. وخفض التصعيد الذي من شأنه أن يدفع الأسواق إلى إعادة التركيز على العرض الفائض والطلب الضعيف.

وحتى قبل التطورات الأخيرة، حذر جولدمان ساكس من أن هناك ارتفاعًا محدودًا لأسعار النفط الخام في عام 2025، مشيرًا إلى الطاقة الاحتياطية والطلب الضعيف. وفي حين أن خطر حدوث انقطاع كبير في الإمدادات في الشرق الأوسط ليس مستبعدًا بأي حال من الأحوال، فمن المتوقع أن يكون الطلب – وخاصة اقتصاد الصين – هو محور اهتمام أسواق النفط قبل الانتخابات الأمريكية.

هذا الشارت من منصة tradingview