شحنت المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، أقل كميات من النفط الخام في يونيو لمدة عشرة أشهر مع نمو الاستهلاك المحلي السعودي واستمرار روسيا في الحصول على حصة سوقية من المملكة في وجهات التصدير الآسيوية الرئيسية. وفى هذا الصدد فقد أظهرت بيانات تتبع الناقلات التي جمعتها بلومبرج يوم الجمعة أن صادرات النفط الخام السعودية انخفضت إلى 5.6 مليون برميل يوميًا في يونيو. ويزيد حجم الصادرات هذا بمقدار 250 ألف برميل يوميا فقط عن الصادرات السعودية المنخفضة في بداية الوباء عام 2020، وفقا لتقديرات بلومبرج.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أظهرت بيانات تتبع الناقلات التي جمعتها بلومبرج أن انخفاض صادرات النفط الخام من المملكة العربية السعودية يمثل نصف الانخفاض بمقدار مليون برميل يوميًا في الشحنات العالمية المنقولة بحرًا في يونيو مقارنة بشهر مايو.
وكانت قد قادت المملكة العربية السعودية الانخفاض العالمي في شحنات النفط الخام، ويرجع ذلك على الأرجح إلى حرق المزيد من النفط محليًا لتوليد الطاقة كما تفعل عادةً كل صيف لتلبية الطلب المتزايد على تكييف الهواء في الأشهر الأكثر حرارة في الصحراء. وانخفضت شحنات النفط الخام السعودية المنقولة بحرا بمقدار 529 ألف برميل يوميا إلى 5.606 مليون برميل يوميا في يونيو، مقارنة بـ 6.135 مليون برميل يوميا في مايو، وفقا للبيانات التي جمعتها بلومبرج.
وبصرف النظر عن الانخفاض الموسمي في الصادرات السعودية بسبب ارتفاع الطلب في الداخل، واجهت شحنات السعودية منافسة شديدة من روسيا، حليفة أوبك +، مما عزز صادراتها إلى الأسواق الآسيوية الرئيسية، الصين والهند. وارتفعت واردات الهند من النفط الخام من روسيا إلى 1.97 مليون برميل يوميا الشهر الماضي، وهو أعلى مستوى منذ يوليو 2023، وفقا لبيانات من فورتيكسا نقلتها صحيفة هندو بيزنس لاين. ومن جانبها فقد كتبت إيما لي، كبيرة محللي السوق في Vortexa، في تحليل يوم الخميس، أن إجمالي واردات الصين من النفط الخام كانت مخيبة للآمال مرة أخرى في يونيو.
ومع ذلك، قال لي بإن التفويض الحكومي الأخير لتخزين 58.5 مليون برميل إضافي من النفط الخام في المخازن التي تديرها الشركات الكبرى بحلول مارس 2025 من المرجح أن يدعم الواردات الإضافية من روسيا. وأضاف المحلل: “من المرجح أن يدعم التفويض الجديد للاحتياطي الاستراتيجي من النفط واردات الخام الروسي إلى الصين، حيث تتوخى شركات النفط الكبرى الحذر بشأن ملامسة درجات الخام المخفضة الأخرى التي تفرضها الولايات المتحدة، في حين أن تجاوز أسعار النفط القياسية 85 دولارًا للبرميل سيشكل تحديًا لاقتصاديات المخزون”.
ويبدو أن السعوديين مستعدون حتى الآن للسماح لروسيا بالحصول على حصة سوقية أكبر في الهند والصين كسعر يتعين على المملكة دفعه مقابل تحالف أوبك + لدعم أسعار النفط، حسبما يشير جوليان لي من بلومبرج.