إذا كنت تعتقد أن صناعة النفط الروسية سوف تتأثر أخيراً بالجولة الأخيرة من العقوبات التي فرضتها واشنطن، فعليك أن تعيد النظر في هذا الأمر. فوفقاً لوكالة الطاقة الدولية، تعمل موسكو بالفعل على أبتكار حلول جديدة، للحفاظ على تدفق النفط على الرغم من القيود التي كان من المفترض أن تضيق الخناق عليها. ومن جانبها تقول وكالة الطاقة الدولية، والتي أضطرت إلى مراجعة توقعاتها بشأن الإمدادات الروسية أكثر مما تعترف به، بإن إنتاج البلاد من النفط الخام أرتفع بالفعل بنحو 100 ألف برميل يومياً في يناير/كانون الثاني، ليصل إلى 9.2 مليون برميل يومياً.
وبشكل عام لقد تبين أن العقوبات ليست سوى لغز آخر يتعين على موسكو حله. وهذه المرة، تبحث روسيا عن ناقلات أصغر حجماً لتكملة أسطولها الظلي، وضمان استمرار نقل النفط الخام ــ في الغالب إلى الهند والصين، اللتين تدخلتا بسعادة لشراء البراميل المخفضة. وتتحوط وكالة الطاقة الدولية بالفعل في رهاناتها، وتعترف بأن “الحلول البديلة قد تظهر في الأسابيع المقبلة”.
إنهم يعرفون أن روسيا سوف تجد طريقة.
وفي غضون ذلك، يتعامل سوق النفط الخام الأوسع مع مفاجآتها الخاصة. فقد رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب العالمي على النفط في عام 2025 بمقدار 50 ألف برميل يوميا إلى 1.1 مليون برميل يوميا، ولكن من المتوقع أن يفوق العرض الطلب، وذلك بفضل زيادة الإنتاج من الأميركيتين. وحتى إذا أبقت أوبك+ على تخفيضات الإنتاج، فمن المتوقع أن يرتفع العرض العالمي بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا هذا العام – وهو رقم لا يشير إلى أسواق ضيقة تماما.
ثم هناك الصين، والتي كانت لفترة طويلة محرك نمو الطلب على النفط الخام. وتعتقد وكالة الطاقة الدولية الآن أن استهلاك الوقود في الصين ربما بلغ ذروته، مع ارتفاع الطلب على البنزين ووقود الطائرات والديزل بالكاد عن مستويات عام 2019. وإذا كان هذا صحيحا، فهذا تحول كبير.
ولكن ما هي البطاقة الرابحة الكبرى؟
البتروكيماويات، التي لا تزال قادرة على إبقاء استهلاك الصين من الخام ثابتا – ولكن أيام الطلب الصيني الهادر على الوقود قد تكون معدودة. وعلى الرغم من كل هذا، فإن أسعار النفط الخام عبارة عن قطار ملاهي. لقد ارتفعت أسعار خام برنت إلى أكثر من 82 دولاراً للبرميل في منتصف يناير 2025، ولكنها عادت إلى الانخفاض إلى منتصف محيط ال 70 دولار للبرميل وذلك بسبب الحديث عن اتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا والمخاوف من تباطؤ الاقتصاد.
إذن، أين يتركنا هذا؟
تستمر روسيا في التهرب من العقوبات، ويستمر العرض من النفط في النمو، وقد يصل الطلب الصيني إلى مرحلة الثبات.