ارتفع الدولار يوم الجمعة محققاً مكاسب أسبوعية، بعدما هدأ تقرير الوظائف القوي التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر. رغم ذلك، من غير المتوقع أن يشكل هذا الارتفاع تحولاً كبيراً في مسار الدولار المتقلب نحو الهبوط، إلا إذا أوضح الاحتياطي الفيدرالي عدم نيته في تخفيض الفائدة هذا العام. وفي مذكرة صادرة يوم الجمعة، ذكر بنك MUFGلكي يحدث انعكاس ملموس لاتجاه ضعف الدولار الأمريكي الأخير، يجب أن يثير تقرير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر مايو و/أو اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة شكوكاً جدية حول إمكانية خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام”.
وأضاف البنك أنه مع اقتراب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي سيستمر يومين الأسبوع المقبل، ازدادت الرهانات على توقف البنك عن رفع الفائدة بعد صدور تقرير الوظائف القوي الذي أظهر نموًا في التوظيف والأجور. وجاء تقرير الجمعة بعد تحديثات عن سوق العمل هذا الأسبوع، منها بيانات تشير إلى تراجع فرص العمل لأدنى مستوى في ثلاث سنوات، وبحسب أخر الاحصائيات، تراجعت احتمالات خفض الفائدة في سبتمبر إلى 45% يوم الجمعة من 55% في اليوم السابق، وفقًا لأداة مراقبة أسعار الفائدة الفيدرالية.
في وقت سابق من هذا العام، أشار الاحتياطي الفيدرالي إلى إمكانية ثلاثة تخفيضات في الفائدة خلال هذا العام، ولكن التضخم المرتفع وسوق العمل القوي يشيران إلى أن الاقتصاد لا يحتاج لدعم من خلال تخفيضات متعددة في الفائدة. وقالت مجموعة MUFG”نتوقع أن تُظهر توقعات الاحتياطي الفيدرالي المحدّثة مراجعة تصاعدية لتوقعات التضخم هذا العام، لكنها لن تكون كافية لمنع الاحتياطي الفيدرالي من الإشارة إلى نيته إجراء تخفيضات متعددة في الفائدة في النصف الثاني من العام”.
من جهته، أشار مورجان ستانلي إلى أن بيانات التضخم لمؤشر أسعار المستهلكين لشهر مايو، المتوقع صدورها يوم الأربعاء، قد تؤثر أيضًا على توجهات الاحتياطي الفيدرالي وخطوة الدولار التالية.
وأضاف مورجان ستانلي: “نتوقع أن ينخفض سعر الدولار الأمريكي إذا جاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين لشهر مايو مخيبة للتوقعات، مما سيدفع اللجنة إلى عدم تغيير توقعاتها لشهر مارس بالنسبة لنفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية وسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية في تقرير يونيو”.
وأما سعر الذهب، فقد تضرر بشدة يوم الجمعة من بيانات التوظيف القوية وتوقف الصين عن شراء الذهب لأول مرة منذ 18 شهرًا. يترقب الذهب بيانات التضخم الأسبوع المقبل لتحديد وجهته بعد تكبده خسائر كبيرة يوم الجمعة. وفي تصريحات لكريشان جوباول، محلل في مجلس الذهب العالمي، لموقع كيتكو نيوز: “بينما ساهمت الصين بشكل إيجابي في الطلب السنوي من القطاع الرسمي، نحن واثقون بأن البنوك المركزية ستظل مشتريًا صافيًا. كان الشراء واسع النطاق، مع استمرار العديد من البنوك المركزية الأخرى في تجميع الذهب، حتى مع ارتفاع سعره في الأشهر الأخيرة. لذا، رغم أن طلب البنوك المركزية في 2024 قد لا يصل إلى مستويات 2022 أو 2023، نتوقع أن يظل قوياً لبقية العام”.
وأضاف فيليب ستريبل، رئيس الاستراتيجية في بلولاين فيوتشرز: “الرسم البياني للذهب ضعيف جدًا الآن، وهذا ليس مفاجئًا”. ونصح الراغبين في الاستثمار في المعادن الثمينة بالتوجه إلى الفضة أو النحاس، لأن الذهب قد يشهد فترة من الاستقرار النسبي.