سعر الذهب يستمر في إظهار قوة ملحوظة، حيث شهد شهر أغسطس أداءً قوياً للغاية. ورغم بعض التوترات الحالية، تجاوز الذهب حاجز 2500 دولار خلال أغسطس، مما يشير إلى احتمالات كبيرة لمزيد من الارتفاعات. بوجه عام، يُنظر إلى الذهب كسوق مثالية لاستراتيجية “الشراء عند الانخفاضات”، ويبدو أن هذا الاتجاه سيستمر في المستقبل القريب. وحسب توقعات محللى الذهب اليوم …فمن المرجح أن يصل الذهب إلى مستوى 2600 دولار خلال شهر سبتمبر، وربما يتجاوزه، على الرغم من احتمالية التقلبات الكبيرة في السوق. هذا ليس مفاجئاً بالنظر إلى أن الأسواق بشكل عام قد تواجه تقلبات، وليس الذهب فقط.
وهناك عدة عوامل تدعم ارتفاع أسعار الذهب، من أبرزها تزايد الطلب من البنوك المركزية في دول مثل الهند وروسيا والصين، التي تقوم بتكديس الذهب بشكل كبير. هذا يشير إلى وجود مشترٍ دائم ومستقر في السوق، مما يعزز من قيمة الذهب كملاذ آمن. وإضافة إلى ذلك، هناك توقعات قوية بأن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض معدلات الفائدة مرتين على الأقل قبل نهاية العام. هذا السيناريو سيكون إيجابياً جداً للذهب، لأنه سيقلل من جاذبية العوائد على السندات، مما يجعل الذهب بديلاً أكثر جاذبية. وهذا له أهمية خاصة بالنسبة للمؤسسات الكبرى التي تفضل شراء الذهب المادي كوسيلة لحماية ثرواتها.
ولا يمكن تجاهل المخاطر الجيوسياسية الكبيرة التي تهيمن على الساحة حالياً، مثل الصراع المستمر في الشرق الأوسط واحتمالية تصاعد التوترات في أوكرانيا. في ظل هذه الظروف، يُتوقع أن يستمر الذهب في جذب التدفقات من المستثمرين الذين يبحثون عن ملاذ آمن في عالم مليء بالفوضى وعدم اليقين.