بنهاية تداولات الاسبوع الماضى تهاوى سعر زوج العملات الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD بخسائر أمتدت الى مستوى الدعم النفسى 1.2502 قبل أن يغلق تداولات الاسبوع مستقرا حول مستوى 1.2546 وذلك وسط قراءة قوية لسوق العمل الامريكى. وكان قد أدى تقرير آخر عن سوق العمل في الولايات المتحدة، والذي تجاوز الإجماع، إلى دفع سعر الدولار إلى الارتفاع خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضى.
وكان قد تراجع سعر صرف الجنيه مقابل الدولار GBP/USD بنسبة ثلثي في المائة فى أعقاب الأخبار والتي تفيد بأن الاقتصاد الامريكى قد أضاف ما مجموعه 199 ألف وظيفة فىالقطاع الغير زراعي في نوفمبر، وهو ما يتجاوز توقعات السوق البالغة 180 ألفًا ويمثل انتعاشًا ملحوظًا مقارنة بـ 150 ألفًا في أكتوبر. وعليه فقد تم طلب الدولار الامريكى مع تراجع التوقعات الضمنية في السوق بشأن أول خفض لسعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لعام 2024، مما يدعم عائدات السندات.
وحسب الارقام الرسمية فقد أنخفض معدل البطالة فى البلاد إلى 3.7% من 3.9%، مخالفًا التوقعات بعدم تغيير الرقم. وتعليقا على البيانات قال علي جعفري، الخبير الاقتصادي في بنك CIBC: “أظهر تقرير الوظائف الامريكية لشهر نوفمبر/تشرين الثاني أنه لا يزال هناك بعض النشاط المتبقي في سوق العمل مع تسارع نمو الأجور وانخفاض معدل البطالة”.
ولكي يفكر بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة الامريكية في الأشهر المقبلة، فمن المرجح أن يطلب صناع السياسة أن يتجه معدل البطالة إلى الارتفاع، لأن هذا يعني ضمناً تخفيف ظروف سوق العمل. ولكن سوق العمل ضيق، والأجور مفاجئة أيضاً: فقد ارتفع متوسط الأجر في الساعة بنسبة 0.4% على أساس شهري في نوفمبر/تشرين الثاني، متجاوزاً التقديرات البالغة 0.3% ومتسارعاً مقارنة بشهر أكتوبر/تشرين الأول الذي بلغ 0.2%.
وبشكل عام سوف يشعر بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى بالقلق من أن سوق العمل ضيق بما يكفي لإبقاء معدلات الأجور مرتفعة، مما يضمن بقاء التضخم فوق هدف 2.0٪ لفترة ممتدة. وستؤكد البيانات رسالة بنك الاحتياطي الفيدرالي بأن أسعار الفائدة الامريكية يجب أن تظل مرتفعة لفترة أطول، وهو ما يدعم في النهاية عائدات الولايات المتحدة والدولار. وعموما فالبيانات الاقتصادية ليست كافية للإشارة إلى أي تحول كبير ينبغي توقعه من بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى، لكنها كافية لتأكيد أن الاتجاه الصعودي الأخير للجنيه الاسترليني قد انتهى، على الأقل في الوقت الحالي.
تظهر توقعات الجنيه مقابل الدولار بأنه تم إيقاف ارتفاع الجنيه الإسترليني مقابل العملات اليورو والدولار من خلال انخفاض عوائد السندات البريطانية حيث يواصل المستثمرون مراهناتهم على تخفيضات أسعار الفائدة من بنك إنجلترا في عام 2024. حيث يُظهر تسعير سوق المال بأن المستثمرين الآن مستعدون بالكامل لثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة من بنك إنجلترا في عام 2024، مما دفع عائدات سندات المملكة المتحدة لأجل عشر سنوات إلى أقل من 4٪ للمرة الأولى منذ مايو وأبقى أسعار صرف الجنيه الإسترليني أقل من قمم الأسعار فى الايام الأخيرة.
وتعليقا على ذلك يقول ماتياس فان دير جوجت، المحلل في بنك KBC: ب”إن توقيت التخفيض الأول لسعر الفائدة تم تحديده بالكامل من أغسطس إلى يونيو في اليومين الماضيين”.
وكانت قد أنخفضت عائدات السندات مع قيام المستثمرين بشراء سندات المملكة المتحدة، معتبرين أن المخاطر التضخمية قد تراجعت إلى الحد الذي سيتمكن فيه بنك إنجلترا من خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة. وكان قد أثر انخفاض عوائد السندات البريطانية على الجنيه الإسترليني، على الرغم من أن انخفاض العائدات في منطقة اليورو والولايات المتحدة ولكن كان له خسائر محدودة مقابل اليورو والدولار.
وفي الواقع، يتعلق الأمر بإعاقة تقدم سعر الجنيه الاسترليني بسبب انخفاض عوائد السندات أكثر من عمليات البيع المباشرة: حيث يحافظ سعر صرف الجنيه الاسترليني مقابل اليورو على مستويات بالقرب من 1.17، ويبلغ أعلى مستوى للأسبوع الحالي عند 1.1690. وسعر صرف الجنيه مقابل الدولار هو 1.26، وأعلى مستوى خلال الأسبوع هو 1.2725.
وبشكل عام. يشير الانخفاض في عائدات السندات البريطانية إلى تخفيف الأوضاع المالية في المملكة المتحدة، وهو أمر كان بنك إنجلترا يكرهه، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى التراجع عن الكثير من جهوده الرامية إلى خفض التضخم. وهذا ما يفسر سبب تحدث معظم لجنة السياسة النقدية بالبنك ضد توقع تخفيضات في أسعار الفائدة في مظاهر مختلفة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. ومع ذلك، فإن الجانب السلبي للجنيه الإسترليني سوف يتزايد إذا تم تقديم تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا مقارنة بالبنوك المركزية الأخرى. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، قد تكون قراءة التضخم هذا الأسبوع حاسمة حيث أن الانخفاض الأكبر من المتوقع قد يؤدي إلى مثل هذا التطور.
التوقعات الاسبوعية لزوج الجنيه البريطانى/ الدولار الامريكى:
حسب الاداء على الرسم البيانى للاطار الزمنى اليومى أدناه يبدو واضحا بأنه هناك صراع بين الدببة والثيران للتحكم فى أداء سعر زوج الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD وستقوى سيطرة الدببة على الاتجاه فى حال تحرك صوب مستويات الدعم 1.2450 و 1.2330 على التوالى ومن المستوى الاخير أن تحقق ستتحرك المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع بالبيع. وفى المقابل وعلى نفس الفترة الزمنية قد يجد الثيران الفرصة للتحرك صوب المقاومة النفسية 1.3000 فى حال عاد زوج العملات للاستقرار أعلى المقاومة 1.2750 . فى كلتا الحالتين سيتوقف سيطرة الدببة والثيران على أثر بيانات وأحداث هذا الاسبوع الهام.
والتى تتمثل فى الاعلان عن أرقام التضخم الامريكية وأعلان قرار معدل الفائدة لبنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى. ومن بريطانيا الاعلان عن قراءات أرقام الوظائف والاجور فى بريطانيا ثم الاعلان عن قراءة نمو الناتج المحلى الاجمالى البريطانى ثم الى الاهم أعلان قرارات سياسة بنك أنجلترا. مع الاخذ بالاعتبار بأن زوج العملات قد يتحرك فى نطاقات ضيقة لحين رد الفعل على تلك البيانات وقرارات البنوك المركزية.
هذا الشارت من منصة tradingview