خلال تداولات الاسبوع الماضى عانى الثيران كثيرا فى الحصول على زخم قوى لاستمرار الارتداد لاعلى لسعر الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD ولم تتخطى مكاسبه خلال الاسبوع مستوى المقاومة 1.2762 وأغلق تداولات الاسبوع مستقرا حول مستوى 1.2695 فى ظل ضعف الارقام الاقتصادية البريطانية فى نهاية الاسبوع. وكان أقل سعر لزوج العملات خلال تلك الفترة مستوى الدعم 1.2612 .
وكان قد أنخفض سعر الجنيه البريطاني بشكل حاد بعد صدور أرقام التضخم البريطانية دون الإجماع، ولكن هناك أسباب للاعتقاد بأنه يمكن احتواء الخسائر نسبيًا. وكان الانخفاض المفاجئ في التضخم البريطانى الرئيسي لمؤشر أسعار المستهلك إلى 3.9٪ على أساس سنوي هو نوع المفاجأة التي يمكن أن تغير بشكل كبير التوقعات بالنسبة لاقتصاد المملكة المتحدة وأسعار الفائدة. وحاليا تعتقد الأسواق أن انخفاض التضخم سيقابل برد فعل سريع من بنك إنجلترا ويشهد الآن انخفاضًا بأكثر من 125 نقطة أساس في تخفيضات أسعار الفائدة في عام 2024، مع تسعير التخفيض الأول الآن في وقت مبكر من شهر مارس.
وتنعكس هذه الزيادة في توقعات خفض أسعار الفائدة في انخفاض عوائد السندات البريطانية وانخفاض سعر الجنيه الاسترليني. ويبدو أن الجنيه الإسترليني إلى اليورو عازم على إعادة اختبار مستوى 1.15 بينما يتطلع تحويل الجنيه أمام الدولار GBP/USD إلى سعر 1.26 بعد ذلك.
ولذلك، فمن المرجح أن يستمر الجنيه الاسترليني في الانخفاض إذا استمر هذا الاتجاه. وتعليقا على ذلك يقول ثانيم إسلام، رئيس تحليل العملات الفوركس في Equals Money: “من المرجح أن يستمر ضعف الجنيه الإسترليني أيضًا في ضوء تسعير أسعار الفائدة المتشائمة”. وأضاف “تعزز التطورات الإيجابية توقعات السوق بأن التضخم الرئيسي قد يتراجع إلى هدف بنك إنجلترا البالغ 2.0% في النصف الأول من العام المقبل، مما يمهد الطريق أمام بنك إنجلترا للبدء في خفض أسعار الفائدة اعتبارًا من الربع الثاني. بينما يتماشى ذلك مع توقعاتنا الحالية لبنك إنجلترا. ومن جانبه يقول لي هاردمان، كبير محللي العملات في بنك MUFG Bank Ltd، بإن الانخفاض السريع في التضخم يشكل مخاطر سلبية على توقعاتنا للجنيه على المدى القريب.
ولكن أسعار خفض الفائدة أصبحت الآن حاملاً بشدة عند +150 نقطة أساس، ومن الصعب أن نرى السوق يقدم التوقيت المتوقع للخفض الأول لسعر الفائدة إلى ما بعد شهر مارس. وعليه نعتقد أن التخفيضات الخمسة في أسعار الفائدة والتي تحددها الأسواق حاليًا لعام 2024، والتي تبدأ في مايو، مبالغ فيها. وبأختصار، لقد وصلنا إلى نقطة حيث سيكون المسار الأقل مقاومة لتوقعات أسعار الفائدة أقل، مما قد يحد من ضعف الجنيه الاسترليني. ومن الممكن أن يؤدي الانعكاس الواضح لهذه التوقعات إلى الدفاع عن الجنيه الاسترليني. ولكن من غير المرجح أن يكون السبب وراء مثل هذا الانعكاس في أي وقت قريب، وخاصة بعد أن أكد أعضاء لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا بشكل ثابت وبشكل لا لبس فيه أن السوق تتقدم على نفسها. وعليه نتوقع الآن أن ينفذ بنك إنجلترا أول خفض لسعر الفائدة في يونيو وأن يخفض سعر الفائدة ثلاث مرات إلى 4.5% حتى نهاية العام، مقارنة بتوقعاتنا السابقة بتخفيضين فقط ابتداءً من سبتمبر.
وفى نفس الوقت فأن البنك المركزى البريطانى لن يكون قادرًا على تلبية توقعات السوق حيث أن الانخفاضات في التضخم الأساسي لا تزال مقتصرة على القطاعات المتقلبة مثل النقل والترفيه. وبالإضافة إلى ذلك، لا تزال المخاطر التي تهدد نمو الأجور تميل نحو الاتجاه الصعودي على الرغم من انخفاضها مؤخرًا إلى 7.2%. وإذا كان هذا التقييم صحيحًا، فيجب أن تتم إعادة التسعير لصالح قوة الجنيه الإسترليني في مرحلة ما. ودعونا لا ننسى أن انخفاض التضخم في بريطانيا والاعتقاد بأن أسعار الفائدة ستنخفض في عام 2024 سيدعم التحسن في معنويات المستهلكين والشركات خلال الأسابيع الأخيرة. وإن أهم ما يمكن تعلمه من إصدار التضخم هو أن بريطانيا تواجه توقعات اقتصادية محسنة بشكل كبير في عام 2024، والتي يمكن أن تدعم فقط الجنيه الاسترليني على المدى المتوسط.
التوقعات الاسبوعية لزوج الجنيه البريطانى مقابل الدولار الامريكى:
تظهر توقعات الجنيه مقابل الدولار GBP/USD وحسب الاداء على شارت اليومى أدناه بأن سعر زوج العملات عللى موعد مع تحركات هادئة هذا الاسبوع فى ظل موسم العطلات السنوية والتى تقل فيها السيولة ويتم فيها أغلاق مراكز التداول لبدء عام جديد. وعليه فأتوقع أن يظل سعر الاسترلينى دولار GBP/USD فى نطاقاته الحالية على أعتاب المقاومة 1.2700 والتى تدعم الثيران فى التحول بالاتجاه لاعلى ولكن فى نفس الوقت لا يزال فى حاجة لمزيد من التحفيز للتأكيد على ذلك. وقد يكون التحرك صوب مستويات المقاومة 1.2775 و 1.2865 الاهم لبدء توقع التحرك الصعودى الاقوى 1.3000 على التوالى. وهذا يتطلب عودة الثقة فى الاسترلينى من تحسن الاداء الاقتصادى البريطانى وعودة نبرة التشديد لبنك أنجلترا.
وفى المقابل وعلى نفس الفترة الزمنية كسر مستوى الدعم 1.2580 تهديد للارتداد الصعودى الاخير وبدء سيطرة الدببة فى التحرك. لا توجد أى بيانات أقتصادية أو أحداث هامة ومؤثرة هذا الاسبوع على زوج الاسترلينى دولار وعليه سيكون للمعنويات وأداء أسواق الاسهم العالمية رد فعل على زوج العملات.
هذا الشارت من منصة tradingview