قبيل أغلاقات الاسبوع الماضى تعرض سعر الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD لعمليات بيع دفعته صوب مستوى الدعم 1.3110 وجائت عمليات البيع بعد وتيرة مكاسب قوية لزوج الاسترلينى دولار فى نفس الاسبوع بمكاسب الى مستوى المقاومة 1.3265 الاعلى لزوج العملات منذ أكثر من عامين. وجائت عمليات بيع زوج الاسترلينى دولار… بعدما أرتفع سعر الدولار الأمريكي مقابل أغلب منافسيه من العملات الرئيسية الاخرى وذلك بعد نشر أحدث بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي. وحسب نتائج المفكرة الاقتصادية… فقد أظهر الإصدار أن الاقتصاد الأمريكي توسع بنسبة 3% خلال الربع الثاني، متجاوزًا التقديرات السابقة للتوسع بنسبة 2.8% ومرتفعًا عن نمو الربع السابق بنسبة 1.4%. وبعد فترة وجيزة من الركود الاقتصادى الأمريكي الأخير، عمل الإصدار المتفائل على تعزيز أسعار صرف الدولار الأمريكي، مما أدى إلى تهدئة المخاوف بشأن تباطؤ اقتصاد القوة العظمى.
وعليه وحسب محللون: “لدينا بعض خبراء الاقتصاد الذين يعلنون أن الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود أو على وشك الدخول فيه. وفي رأينا، نحن بعيدون عن التباطؤ الاقتصادي، رغم أنني أتوقع أن يتباطأ الاقتصاد بشكل كبير في أواخر هذا العام وأوائل العام المقبل. إن توقعاتي المبكرة للربع الثالث هي أننا سنستمتع بربع قوي أخير، مدفوعًا بشكل أساسي بالمستهلك (مرة أخرى).” وبالإضافة إلى ذلك، جاء أحدث تقرير أولي لطلبات البطالة بأقل من المتوقع، مما خفف من المخاوف بشأن تدهور سوق العمل الأمريكية. وقد عزز هذا من جاذبية “الدولار”، مما مكن الدولار الأمريكي من تمديد انتعاشه الأخير مع اقتراب جلسة يوم الخميس من نهايتها.
وفى المقابل كان الجنيه الإسترليني (GBP) متعثر بسبب جني الأرباح. حيث كافح الجنيه الإسترليني (GBP) لجذب اهتمام المستثمرين وسط غياب البيانات البريطانية الجديدة. وعليه فقد ترك التقويم البريطاني الخفيف للبيانات الجنيه الإسترليني الحساس للمخاطر بشكل متزايد معرضًا للخسائر وسط معنويات السوق غير الواضحة. وفي الوقت نفسه، تركت موجة جني الأرباح في أعقاب ارتفاع الجنيه الإسترليني الأخير وعليه فالجنيه الإسترليني في موقف دفاعي، حيث سعى المستثمرون إلى الاستفادة من قوة الجنيه الإسترليني الأخيرة.
وفي مكان آخر، استمرت تحذيرات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من ميزانية الخريف “المؤلمة” المحتملة في وقت لاحق من هذا العام في تقويض أسعار صرف الجنيه الإسترليني، حيث أدت المخاوف بشأن الزيادات الحادة في الضرائب في بريطانيا إلى تفاقم المخاوف بشأن تكاليف المعيشة في جميع أنحاء بريطانيا.
ما المتوقع لسعر الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار فى الايام المقبلة ؟
فى هذا الصدد يبدو أن سعر الدولار الامريكى على استعداد للتعافي بعد فترة من الخسائر المستمرة، حسبما ذكر المحللون فى بنك HSBC، والذين يعتقدون أن الجنيه الاسترليني عُرضة للخطر بشكل خاص. وعليه يقول أحد المحللين في البنك، والذين يجدون أن العملة تبدو الآن رخيصة نسبيًا مقارنة بالأساسيات، ب”إن تقليص توقعات خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي من شأنه أن يجعل الدولار الامريكى يستعيد بعض الأرض المفقودة”.
وكان أحد الأساسيات محل التساؤل هو التحول الكبير في توقعات أسعار الفائدة الأمريكية، حيث يفضل المستثمرون الآن وتيرة عدوانية لخفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.
وحسب منصات التداول الموثوقة… فقد أنخفض الدولار الامريكى بشكل حاد بعد خطاب ألقاه رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مؤخرًا قال فيه بإن الوقت قد حان لخفض أسعار الفائدة الامريكية. وفي الواقع، بدأت الأسواق المالية ترى احتمالات متزايدة لخفض كبير بمقدار 50 نقطة أساس من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى في سبتمبر، وهو ما سيكون خطوة كبيرة بشكل غير عادي من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي خارج الأزمة.
وكانت قد بلغت عمليات بيع الدولار ذروتها مع وصول سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار (GBP/USD) إلى ذروته عند 1.3266 وسعر صرف اليورو مقابل الدولار (EUR/USD) عند 1.12.
ولكن بنك إتش إس بي سي يعتقد أن “تعديل الدولار الأمريكي ربما يكون قد انتهى”. ومن جانبه يقول داراج ماهر، محلل أسواق العملات الفوركس في بنك إتش إس بي سي، بإن هناك سببين للاعتقاد بهذا.
أولاً، “حتى إذا قبلنا اقتراح السوق بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة الامريكية بمقدار 100 نقطة أساس قبل نهاية العام، فإن سعر الدولار الأمريكي يبدو ضعيفًا بشكل مفرط حتى مقارنة بتوقعات أسعار الفائدة الحمائمية هذه”.
ثانيًا، “لا نعتقد أن قصة الاقتصاد الكلي في الولايات المتحدة الامريكية ستبرر هذه الوتيرة من التيسير، نظرًا لعدم وجود أدلة على ركود وشيك، واعتقادنا بأن خفض 50 نقطة أساس لن يكون مبررًا لسيناريو “الهبوط الناعم”.
وعليه يضيف المحلل بالقول: “إن الجمع بين الاثنين، وحقيقة أن مؤشر الدولار الأمريكي عاد إلى أدنى مستوياته في ديسمبر 2023، يمنحنا أسبابًا للتفاؤل بشأن الدولار الأمريكي”.
ويركز المحلل على تراجع الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي GBP/USD على وجه الخصوص، حيث يرى أن الجنيه الإسترليني يبدو غنيًا نسبيًا مقارنة بفوارق الأسعار واعتمد مؤخرًا على أسواق الأسهم المتفائلة للدعم. ونظرًا لحساسية الجنيه الإسترليني لمشاعر السوق الأوسع نطاقًا، فإن أحد المخاطر الخاصة التي حددها بنك إتش إس بي سي لزوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي GBP/USD سيكون عمليات بيع السوق المرتبطة بالمخاوف من التزام بنك الاحتياطي الفيدرالي بدورة خفض أسعار الفائدة الحذرة خوفًا من إعادة إشعال التضخم.
ويضيف بنك إتش إس بي سي “يبدو الجنيه الإسترليني غنيًا نسبيًا مقارنة بأسعار الفائدة، حيث ترتبط قوته في الغالب بالارتباط الإيجابي مع شهية المخاطرة. وهذا يجعل الجنيه الإسترليني عُرضة لأي تراجع في توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية من منظور أسعار الفائدة والرغبة في المخاطرة. وعليه لقد وجد زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي GBP/USD أن الأجواء فوق مستوى المقاومة النفسية 1.30 ضعيفة بشكل عام، وفي حين لم يعد التمركز متطرفًا، فإننا نرى مخاطر هبوطية”.
التوقعات الاسبوعية لزوج الاسترلينى مقابل الدولار:
على الرغم من عمليات البيع الاخيرة الا ان الاتجاه حسب شارت اليومى لزوج العملات الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD لا يزال صاعدا وسيحدث كسر للاتجاه فى حال تحرك زوج العملات صوب مستويات الدعم 1.3020 و 1.2900 على التوالى. وفى المقابل على نفس الفترة الزمنية سيظل الاستقرار أعلى المقاومة 1.3200 محفزا للثيران فى التحكم فى الاتجاه وبشكل عام لا زلت أفضل بيع الاسترلينى دولار من كل مستوى صعودى. مع الاخذ بالاعتبار بأن رد الفعل على الاعلان عن أرقام الوظائف الامريكية الحدث الاهم والاكثر تأثيرا على زوج العملات الاسترلينى دولار.
هذا الشارت من منصة tradingview