تداولات الاسبوع الماضى فى مجملها كانت حيادية مع ميل صعودى لسعر اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD مع التمسك بمستوى المقاومة 1.0900 ولكن مع الاعلان عن أرقام أقوى من كل التوقعات للوظائف الامريكية أنهار سعر اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD سريعا الى ما دون مستوى الدعم النفسى 1.0800 بخسائر أمتدت الى مستوى الدعم 1.0799 والتى أغلق تداولات الاسبوع حوله. ما حدث فى نهاية الاسبوع يعد خرقا للاتجاه العام لزوج اليورو دولار. ووسط ذلك الاداء ستترقب الاسواق بكل حذر هذا الاسبوع الاعلان عن أرقام التضخم الامريكية وأعلان قرارات سياسة البنك المركزى الامريكى والتى ستحدد مسار سعر اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD فى الفترة المقبلة…
هذا الشارت من منصة tradingview
وقبل جلسة الجمعة المثيرة… ارتفعت أسعار صرف اليورو بعد أن خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة ولكنه فشل في الالتزام بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة، وبدلاً من ذلك قال بإنه سيراقب البيانات ويتخذ القرار على أساس كل اجتماع على حدة.
وحسب منصات شركات التداول الموثوقة….. فقد أنخفض سعر صرف الجنيه مقابل اليورو إلى 1.1733 في أعقاب القرار، بعد أن وصل إلى 1.1765 في وقت سابق من نفس اليوم. وارتفع سعر صرف اليورو إلى الدولار بنسبة 0.30% خلال اليوم عند 1.0908، بعد أن كان منخفضًا عند 1.0862 في الساعات التي سبقت القرار.
وبشكل عام لم يكن خفض سعر الفائدة من جانب البنك المركزى الاوروبى موضع شك أبدًا، وقد تم خصمه بالكامل من قبل الأسواق المالية وتم دمجه في قيمة اليورو. وبدلاً من ذلك، كان رد فعل السوق دائمًا يدور حول المكان الذي يوجه فيه البنك المركزي الأوروبي التوقعات بشأن المزيد من التخفيضات. وكان من الممكن أن ينخفض سعر اليورو بشكل حاد لو أشار البنك المركزي الأوروبي إلى احتمال خفض سعر الفائدة مرة أخرى في يوليو أو أغسطس. وبدلاً من ذلك، لم يكن البنك المركزي الأوروبي ملتزمًا، قائلاً: “سيواصل مجلس الإدارة اتباع نهج يعتمد على البيانات وكل اجتماع على حدة لتحديد المستوى المناسب ومدة القيود”، حسبما ذكر البنك المركزي الأوروبي.
وأضاف البنك أيضا بأن قرارات أسعار الفائدة ستعتمد على تقييمه لتوقعات التضخم في ضوء البيانات الاقتصادية والمالية الواردة، وديناميكيات التضخم الأساسي وقوة انتقال السياسة النقدية. وجاء في البيان أن “مجلس الإدارة لا يلتزم مسبقًا بمسار سعر معين”.
وعليه فقد أدت التوجيهات الغامضة للبنك المركزي الأوروبي إلى خلق مستوى من عدم اليقين في السوق، مما قد يؤدي إلى تراجع التوقعات بشأن وتيرة دورة خفض أسعار الفائدة. وقد يؤدي هذا إلى واحدة من أبطأ وأضعف الدورات المسجلة على الإطلاق، وهو السيناريو الذي يدرسه بعض الاقتصاديين بالفعل. ويمكن أن تساعد هذه الأفكار الجمهور على فهم الاتجاهات المستقبلية المحتملة في أسعار الصرف والاستعداد لها بشكل أفضل.
وإذا كان هذا هو الحال، فمن الممكن أن يظل سعر اليورو مدعومًا خلال الأشهر المقبلة.
وتعليقا على الحدث يقول مارك وول، خبير اقتصادي أوروبي في دويتشه بنك: “يمكن القول بإن البيان قدم توجيهات أقل مما كان متوقعًا بشأن ما سيأتي بعد ذلك. وبهذا المعنى، فإن النغمة الفورية هي “خفض متشدد”. وهذا ليس بنكًا مركزيًا في عجلة من أمره لتخفيف السياسة”.
وحسب المفكرة الاقتصادية…. تعد أحدث التوقعات الاقتصادية للبنك المركزي الأوروبي بمثابة إشارة مهمة أخرى: فقد قام الاقتصاديون في البنك بمراجعة توقعاتهم لكلا من التضخم الرئيسي والأساسي بشكل طفيف لهذا العام والعام المقبل. وهذا يعني تقليل الحاجة إلى التخفيض مرة أخرى قريبًا. ومن المتوقع أن يصل كلا مقياسي التضخم إلى 2.2% في العام المقبل، بدلاً من 2.0% و2.1% على التوالي. وهذا يعني أن التضخم سيظل أعلى من المعدل المستهدف البالغ 2.0%.
وعليه يقول أندرو كينينجهام، كبير الاقتصاديين الأوروبيين في كابيتال إيكونوميكس: “هذا يعني أن المسار المستقبلي لتخفيضات أسعار الفائدة قد يكون أبطأ قليلاً مما كان متوقعًا في السابق”.
وعلى الجانب الامريكى والذى أحدث تحولا قويا فى أداء أسواق العملات الفوركس….
أعلن مكتب إحصاءات العمل (BLS) بالولايات المتحدة الامريكية عن أرقام الرواتب غير الزراعية في البلاد لشهر مايو 2024. وبشكل عام فقد جلب الشهر الماضي معه أنباء طيبة على نطاق واسع بالنسبة للاقتصاد الأمريكي. وفي شهر مايو، ارتفع إجمالي التوظيف في القطاع غير الزراعي بمقدار 272 ألفًا. وكان هذا أعلى من متوسط المكاسب الشهرية البالغة 232.000 خلال الـ 12 شهرًا الماضية، وفقًا لـ BLS.
وقبل الإعلان عن الأرقام، كان المحللون يتوقعون على نطاق واسع أن تبلغ الأرقام حوالي 185000 لشهر مايو، بزيادة 10000 عن قراءة أبريل البالغة 175000. وهذا يعني أن قراءة مايو البالغة 272 ألف وظيفة تجاوزت توقعات السوق بنحو 100 ألف وظيفة. كما تم الإعلان في الوقت نفسه عن معدل البطالة الشهري في الولايات المتحدة الامريكية لشهر مايو. حيث أفاد المكتب يوم الجمعة أن معدل البطالة في الولايات المتحدة الامريكية لم يتغير إلا قليلاً عند 4%. واستمر التوظيف في الارتفاع في العديد من الصناعات، بقيادة الرعاية الصحية؛ حكومة؛ الترفيه والضيافة؛ والخدمات المهنية والعلمية والتقنية.
وفي الشهر الماضي، تم الإعلان عن معدل بطالة بنسبة 3.9% لشهر أبريل 2024، مما يعني أن أحدث الأرقام تظهر تحسنًا هامشيًا للغاية بنسبة 0.1%.
و فى نفس الصدد أفاد مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن إنتاجية العمل في قطاع الأعمال غير الزراعية زادت بنسبة 0.2% في الربع الأول من عام 2024، حيث زاد الإنتاج بنسبة 0.9% وزادت ساعات العمل بنسبة 0.6%. مقارنة بنفس الربع من العام الماضي، وزادت إنتاجية العمل في قطاع الأعمال غير الزراعية بنسبة 2.9٪، وهي أكبر زيادة في أربعة أرباع منذ الربع الأول من عام 2021.
ومع ذلك، أصبحت العمالة أكثر تكلفة بشكل ملحوظ بالنسبة للولايات المتحدة. وأظهرت نفس البيانات أن تكاليف العمل في قطاع الأعمال غير الزراعية ارتفعت بنسبة 4% في الربع الأول من هذا العام، وهو ما يعكس زيادة بنسبة 4.2% في التعويضات عن الساعة، ولكن زيادة بنسبة 0.2% فقط في الإنتاجية. وهذا يعني أن تكاليف العمالة ارتفعت فعليًا بنسبة 0.9% خلال الأرباع الأربعة الأخيرة بالنسبة للدولة.
وفيما يتعلق بالوظائف غير الزراعية الخاصة، ارتفع متوسط الأجر في الساعة لجميع الموظفين بمقدار 14 سنتًا، أو 0.4٪، إلى 34.91 دولارًا في مايو.
وعلى مدى الأشهر الـ 12 الماضية، ارتفع متوسط الأجر في الساعة بنسبة 4.1%. وفي شهر مايو، ارتفع متوسط الدخل في الساعة للموظفين العاملين في القطاع الإنتاجي وغير الإشرافي بمقدار 14 سنتًا، أو 0.5%، ليصل إلى 29.99 دولارًا.
توقعات اليورو مقابل الدولار الامريكى لهذا الاسبوع:
أتوقع أن يظل الاستقرار الهبوطى لسعر اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD قائما لحين رد الفعل على قراءات التضخم الامريكية ثم قرارات سياسة بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى. وما دام مستقرا دون مستوى الدعم 1.0800 ستزيد سيطرة الدببة على الاتجاه وعليه الاستعداد لمستويات دعم أهم بقيادة 1.0720 و 1.0600 على التوالى والمستوى الاخير تأكيد لقوة سيطرة الدببة على الاتجاه. وفى نفس الوقت معه ستتحرك المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع قوية بالبيع. وفى المقابل فى حال جائت قراءات التضخم الامريكية الاضعف وكانت لهجة بيان سياسة البنك المركزى الامريكى أقل تشددا فقد يجد اليورو دولار فرص لتعويض خسائره الاخيرة وكما ذكرت من قبل لن يكون هناك تحول صعودى قوى للاتجاه بدون التحرك صوب مستوى المقاومة النفسية 1.1000 .