أسبوع تداول مثير للغاية حيث نجح الثيران فى الدفع بزوج العملات اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD صوب مستوى المقاومة 1.1010 ومنه توقعت حدوث عمليات بيع لجنى الارباح وهو ما حدث بنهاية الاسبوع الماضى وعليه تحرك زوج اليورو دولار هبوطيا صوب مستوى 1.0888 وأغلق تداولات الاسبوع حوله. أعلانات البنوك المركزية مع أشارات بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى بمستقبل خفض المعدلات فى العام 2024 ثم أعلان البنك المركزى الاوروبى كانت أبرز عوامل مؤثرة على أداء اليورو دولار فى الاسبوع الماضى وقد يظل كذلك فيما تبقى من العام 2023 .
ما المتوقع لسعر اليورو فى الايام المقبلة ؟
شكل سعر زوج يورو/دولار EUR/USD نمط القمة المزدوجة حيث عكس المتداولون قرارات البنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأخيرة. وبشكل عام كان زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي EUR/USD في دائرة الضوء الأسبوع الماضى حيث كان رد فعل المستثمرين على الأرقام والأحداث الاقتصادية الرئيسية. فقد نشرت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء الماضى أحدث أرقام التضخم، والتي أظهرت أن الأسعار ظلت عند مستوى مرتفع. ووفقًا لمكتب إحصاءات العمل (BLS)، انخفض مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي (CPI) بشكل طفيف إلى 3.0٪ في نوفمبر. وظل معدل التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، عند 4.0%.
والحدث الحاسم الآخر جاء يوم الأربعاء الماضى عندما نشر بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى بيانًا متشائمًا نسبيًا. وكما كان متوقعا، قرر البنك ترك أسعار الفائدة الامريكية دون تغيير بين 5.25% و5.50%. والأهم من ذلك، أشار البنك إلى تخفيضات في أسعار الفائدة ثلاث مرات في عام 2024. ويعتقد المحللون أن البنك يمكن أن يبدأ هذه التخفيضات في مارس إذا استمر التضخم في الانخفاض. كما يرون أن البنك يقدم أكثر من ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة.
وسيكون ذلك بمثابة تغيير كبير في موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى، والذي تبنى لهجة متشددة للغاية في العامين الماضيين. وأشار حاكم البنك جيروم باول في جميع تصريحاته إلى وضع أعلى لفترة أطول.
ثم حدثت الأخبار المهمة الأخرى بين اليورو والدولار الأمريكي يوم الخميس الماضى عندما أصدر البنك المركزي الأوروبي قراره. ومثل بنك الاحتياطي الفيدرالي، قرر البنك ترك أسعار الفائدة دون تغيير عند 4.25٪. ومع ذلك، وعلى عكس بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى، أشار البنك المركزي الأوروبي إلى أنه سيحافظ على أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول. وأشار إلى أن التضخم سيظل أعلى من المستوى المستهدف لفترة أطول. وتتوقع أن يبلغ متوسط التضخم 5.4% في عام 2023 و2.7% في عام 2024 و2.1% في عام 2025. وكان هذا هدف تضخم أقل من التقدير السابق.
ومع ذلك، هناك احتمال أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة الآن مع تباطؤ الاقتصاد.
وعلى الجانب الاقتصادى: تدهور نشاط القطاع الخاص في منطقة اليورو في نهاية العام 2023، مما يزيد من خطر تعرض المنطقة للركود في النصف الثاني. وحسب أعلان رسمى فقد أنكمش مؤشر مديري المشتريات في ستاندرد آند بورز جلوبال للشهر السابع في كانون الأول (ديسمبر)، وانخفض إلى قراءة 47. وهذا تحدى توقعات الاقتصاديين بأرتفاع طفيف – على الرغم من أنهم ما زالوا يتوقعون أن يظل المقياس أقل بكثير من مستوى ال 50 والذي يشير إلى النمو. وقد أظهرت قراءات كل من التصنيع والخدمات تراجعًا.
وتعليقا على الارقام ورد الفعل. قال سايروس دي لا روبيا، كبير الاقتصاديين في بنك هامبورج التجاري، بإن “الأرقام ترسم صورة محبطة حيث فشل أقتصاد منطقة اليورو في إظهار أي علامات واضحة على التعافي”.و “إن أحتمال دخول منطقة اليورو في حالة ركود منذ الربع الثالث لا يزال مرتفعا بشكل ملحوظ.”
وأرقام يوم الجمعة – والتي أظهرت أيضًا أن تدفقات الأعمال الجديدة أنخفضت بشكل حاد – وتتوافق مع المؤشرات والبيانات والتي تشير إلى أن أنكماش المنطقة في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر شهد تكرارًا في الفترة الأخيرة من العام. ومع ذلك، فإن أحدث توقعات البنك المركزي الأوروبي، والتي نُشرت يوم الخميس الماضى، تتوقع تحسنًا طفيفًا خلال هذه الفترة. وعلى غرار الاتجاه العام، أظهرت مؤشرات مديري المشتريات المنفصلة لألمانيا وفرنسا أن الانكماش يزداد سوءًا في أكبر اقتصادين في منطقة اليورو. وعليه فقد واصلت السندات الألمانية مكاسبها وانخفض سعر اليورو بعد صدور الأرقام. وفى نفس الوقت فقد أضاف المتداولون إلى رهاناتهم على تخفيضات أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي في العام المقبل بعد البيانات الضعيفة، حيث قاموا بتسعير 155 نقطة أساس من التيسير النقدي – أي أقل من حوالي 150 نقطة أساس يوم الخميس الماضى.
وقد تم الاستشهاد بالعوامل الجيوسياسية وإحجام العملاء ومعركة البنك المركزي الأوروبي ضد التضخم كأسباب للأداء الضعيف في ألمانيا. ومن جانبها قالت ستاندرد آند بورز جلوبال بإن عدم اليقين بشأن المالية العامة للبلاد بعد حكم المحكمة الدستورية التاريخي والذي أثار أزمة الميزانية ربما أثر أيضًا على النشاط.
ومما زاد من التشاؤم توقع البنك المركزي الألماني في وقت سابق أن ألمانيا لن تنمو إلا بالكاد في عام 2024 بعد أنكماشها هذا العام.
وأضافت ستاندرد آند بورز جلوبال بإن البيانات الفرنسية تشير في الوقت نفسه إلى انكماش بنسبة 0.2% في الربع الأخير من العام. وسيأتي ذلك بعد انخفاض بنسبة 0.1٪ في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر. ومن جانبه قال طارق كمال شودري، الخبير الاقتصادي في بنك هامبورغ التجاري: ب«إن الاقتصاد الفرنسي يغرق في مستنقع الركود». و”يعزو المشاركون في الاستطلاع انخفاض مستويات النشاط إلى ظروف الطلب الضعيفة، وأنخفاض القوة الشرائية للعملاء، والتباطؤ العام في الاقتصاد – وهي ليست أخبار جيدة للنمو في نهاية العام”.
وكانت وكالة الإحصاء الفرنسية إنسي أكثر تفاؤلا يوم الخميس، حيث توقعت حدوث ركود في الأشهر الثلاثة الأخيرة من هذا العام. وتوقعت نموا بنسبة 0.2٪ فقط في كل من الربعين الأولين من عام 2024. وبشكل عام تراقب الأسواق مؤشرات مديري المشتريات عن كثب عند وصولها في وقت مبكر من الشهر وهي جيدة في الكشف عن الاتجاهات ونقاط التحول في الاقتصاد. وقد يكون من الصعب في بعض الأحيان ربط مسوحات الأعمال، وهي مقياس لاتساع نطاق التغيرات في الإنتاج وليس العمق، مباشرة بالناتج المحلي الإجمالي الفصلي. وكان قد أنخفض معدل التوظيف في كلا البلدين، مما زاد من العلامات المبدئية على التباطؤ في سوق العمل في منطقة اليورو، والذي كان بمثابة نقطة مضيئة حتى الآن.
وكانت صورة التضخم متباينة. حيث قالت ستاندرد آند بورز جلوبال بإنه بينما خفت الضغوط في فرنسا، رفعت شركات الخدمات الألمانية أسعارها بمعدل أكثر حدة، وهو ما يعد بمثابة تذكير بالمخاطر المستمرة التي تهدد التوقعات.
التحليل الفني لزوج اليورو/الدولار الأمريكي:
يظهر الاداء على الرسم البياني اليومي أن زوج يورو/دولار EUR/USD قد شكل نموذج القمة المزدوجة عند مستوى 1.1014. وفي تحليل حركة السعر، تعد هذه إحدى الإشارات الهبوطية الأكثر دقة في السوق. حيث خط العنق لهذا النموذج يقع عند 1.0723. والأهم من ذلك، أن الزوج قد قام بتكوين نموذج الرأس والكتفين، وهو إشارة هبوطية. وبالتالي، هناك أحتمال أن يكون للزوج إشارة هبوطية. وإذا حدث ذلك، فإن الهدف الأولي الذي يجب مراقبته سيكون خط العنق عند 1.0723. وكما ذكرت من قبل وأؤكد الان بأن مستوى المقاومة النفسية 1.1000 ستظل الاهم لمزيد من سيطرة الثيران على الاتجاه. وعلى صعيد أخر تعد قراءات التضخم فى منطقة اليورو وقراءة التضخم المفضل لبنك الاحتياطى الفيدرالى الامركى ومعدل نمو أكبر أقتصاد فى العالم أهم محركات سعر اليورو دولار EUR/USD لهذا الاسبوع.