مر الاعلان عن قراءة التضخم الامريكية والمفضلة لدى بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى والانظار تتجه فى الايام المقبلة على الاعلان عن أرقام الوظائف الامريكية والتى قد يتحدد على أثرها مصير معدلات الفائدة الامريكية فى الشهر الجديد. ويستقبل سعر اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD تداولات هذا الشهر مستقرا حول مستوى 1.1045 مرتدا لاسفل من مستوى المقاومة النفسية 1.1200 والاعلى لليورو دولار خلال العام 2024 والتى سجلها زوج العملات أستعداد لنتائج تلك البيانات الاقتصادية الامريكية الهامة ووسط توقعات قوية بأن يقوم بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى بخفض معدلات الفائدة.
وحسب منصات التداول الموثوقة… فقد انخفض سعر اليورو من أعلى مستوى له في 13 شهرًا عند 1.12 دولار مع استعداد المستثمرين لإصدار بيانات التضخم في منطقة اليورو في أغسطس يوم الجمعة الماضية. وكان من المتوقع أن يؤثر هذا التقرير الاقتصادي الرئيسي على قرارات السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي، مما يزيد من حالة عدم اليقين في السوق. ويأتي الانخفاض في الوقت الذي يسلط فيه Trading Economics الضوء على إمكانية انخفاض التضخم إلى أدنى مستوى له في أكثر من ثلاث سنوات.
ويساهم هذا الاحتمال في موقف السوق الحذر ويعكس المخاوف المتزايدة بشأن المسار الاقتصادي لمنطقة اليورو. وعلى الرغم من إشارة مسؤولي البنك المركزي الأوروبي إلى نهج حذر تجاه خفض أسعار الفائدة، إلا أن توقعات السوق تميل نحو خفض أسعار الفائدة بنحو 65 نقطة أساس بحلول نهاية العام. وبشكل عام فإن هذا التناقض بين توقعات السوق وموقف البنك المركزي الأوروبي المدروس يشير إلى مخاوف أساسية بشأن التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو.
وإضافة إلى التعقيد، فإن تخفيضات أسعار الفائدة المحتملة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تؤثر على الأسواق العالمية. وإن توقع التغيرات في السياسة النقدية الأمريكية يؤدي إلى تفاقم حذر المستثمرين، مما يؤثر على اليورو والعملات الرئيسية الأخرى.
الاضطرابات السياسية في فرنسا
وعلى صعيد أخر فإن الصراعات السياسية الداخلية في فرنسا تزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي في منطقة اليورو. وإن جهود الرئيس الفرنسى ماكرون لإنشاء إدارة جديدة تعوقها عدم التعاون من جانب الاشتراكيين والخضر. وقد يؤدي هذا المأزق السياسي إلى تخفيضات في الميزانية بقيمة 10 مليار يورو في ظل حكومة مؤقتة بقيادة رئيس الوزراء غابرييل أتال، وهو ما يقل عن توقعات بروكسل. وبشكل عام فإن الانخفاض الأخير في قيمة اليورو، مدفوعًا بسياسات البنك المركزي المتباينة والحذر الاستباقي قبل تقرير التضخم في منطقة اليورو، يشير إلى انعدام الأمن الاقتصادي الأوسع نطاقًا.
وإن هذا التقلب لا يؤثر فقط على الاستقرار الاقتصادي الإقليمي بل يؤثر أيضًا على الأسواق العالمية. ويتعين على المستثمرين وصناع السياسات أن يتعاملوا مع هذه الديناميكيات المتغيرة بمرونة ووعي، لأن القرارات المحلية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الأسواق المالية العالمية.
بيانات اقتصادية أوروبية
حسب تداولات سوق العملات الفوركس فقد تراجع زوج اليورو/الدولار الأمريكي بعد أحدث البيانات الاقتصادية الأوروبية. حيث أظهر تقرير صادر عن وكالة الإحصاء الألمانية أن مؤشر أسعار الواردات في البلاد تراجع في أغسطس، مما أثار المخاوف بشأن الاقتصاد. وكان قد أنخفض المؤشر بنسبة 0.4٪ في يوليو بعد أن نما بنسبة 0.4٪ في الشهر السابق، متخلفًا عن التقديرات البالغة 0.1٪. ترجم هذا التباطؤ إلى زيادة سنوية بنسبة 0.9٪، أقل من المتوقع 1.5٪.
وكشف تقرير آخر من ألمانيا أن معدل البطالة في ألمانيا ظل عند 6.0٪ في أغسطس. وفي غضون ذلك، تراجع التضخم في أوروبا إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عامين في أغسطس/آب. وانخفض مؤشر أسعار المستهلك الفوري من 2.6% في يوليو/تموز إلى 2.2% في أغسطس/آب، في حين انخفض مؤشر أسعار المستهلك الأساسي من 2.9% إلى 2.8%. وتعني هذه الأرقام أن البنك المركزي الأوروبي من المرجح أن يواصل خفض أسعار الفائدة في الاجتماعات القليلة المقبلة. وفي مذكرة، قال المحللون في بنك آي إن جي:
“بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي، يبدو أن التقدم المتواضع في التضخم الأساسي والأجور الآن والتوقعات للعام المقبل كافيان لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر/أيلول. ولكن هذه تظل عملية بطيئة وتدريجية لإطلاق العنان للفرامل على الاقتصاد مع استمرار البنك المركزي الأوروبي في القلق بشأن المخاطر الصاعدة التي تهدد آفاق التضخم”.
بيانات الوظائف غير الزراعية الامريكية المقبلة
سيكون المحفز الأكثر أهمية لسعر صرف اليورو مقابل الدولار الأميركي EUR/USD هو أرقام الوظائف في الولايات المتحدة الامريكية الأسبوع المقبل، والتي ستوفر المزيد من المعلومات حول خفض أسعار الفائدة المقبل. ومن جانبه فقد ألمح بنك الاحتياطي الفيدرالي بالفعل إلى أنه سيخفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل. ولكن ما هو غير واضح هو حجم خفض أسعار الفائدة القادم، وسوف تؤكد بيانات الوظائف غير الزراعية ذلك.
وتظهر البيانات أن المحللين يتوقعون أن تكشف الأرقام عن تحسن معدل البطالة في الولايات المتحدة الامريكية من 4.3% في يوليو/تموز إلى 4.2% في أغسطس/آب. كما يتوقعون أن يظهر التقرير أن الوظائف غير الزراعية ارتفعت من 114 ألف وظيفة في يوليو/تموز إلى أكثر من 163 ألف وظيفة في أغسطس/آب، في حين تحسن متوسط الدخل بالساعة من 0.2% إلى 0.3%. وبشكل عام ستدفع أرقام الوظائف الضعيفة بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة الامريكية بنسبة 0.50% في الاجتماع القادم، في حين ستؤدي الأرقام القوية إلى خفضها بنسبة 0.25%.
وستأتي هذه الأرقام بعد أن نشر مكتب إحصاءات العمل تقديرات منقحة لبيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية الأخيرة للأشهر الـ12 حتى مارس/آذار من هذا العام. وكشفت البيانات أن الوظائف كانت أقل بنحو 818 ألف وظيفة من الوظائف الرسمية، مما يعني أن سوق العمل أضعف من المتوقع.
التوقعات الفنية الاسبوعية لزوج اليورو/الدولار الأمريكي:
يظهر الرسم البياني اليومي أن زوج اليورو/الدولار الأمريكي EUR/USD وصل إلى القاع عند 1.0595 في أبريل ثم حقق عودة قوية بعد أن أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة الامريكية وبلغ ذروته عند 1.1200 هذا الأسبوع. وبينما يقوم البنك المركزي الأوروبي أيضًا بخفض أسعار الفائدة، فإن تصرفات بنك الاحتياطي الفيدرالي تميل إلى أن تكون أكثر وضوحًا بسبب دوره في الاقتصاد.
وفنيا فقد شكل الزوج نمط رأس وكتفين معكوس، والذي نجح بشكل جيد في الأسابيع القليلة الماضية. والأهم من ذلك، أنه شكل نمط الكأس والمقبض، وهو علامة شائعة على الاستمرار. التراجع الحالي هو جزء من قسم المقبض. وظل الزوج فوق المتوسطات المتحركة الأسية لـ 50 يومًا و 200 يومًا، والتي شكلت تقاطعًا ذهبيًا في يوليو. ولذلك، فإن التوقعات صعودية، مع وجود النقطة التالية التي يجب مراقبتها عند 1.1200. وسيؤدي الاختراق فوق هذه النقطة إلى إعادة اختبار المقاومة عند 1.1300.