التوقعات الشهرية لسعر الذهب: الذهب يتراجع عن أعلى مستوياته القياسية

فى الساعات الاخيرة من تداولات شهر أكتوبر. تراجع سعر الذهب نحو مستوى 2732 دولارا للأوقية وقت كتابة التحليل وذلك بعد أن أختبر أعلى مستوى قياسي تاريخى له عند 2790 دولارا للاوقية في وقت سابق من نفس الجلسة، حيث أستمرت الأسواق المالية في قياس الطلب على الأمان والحماية من التطورات المؤيدة للتضخم إذا كان الاقتصاد الأمريكي يواجه ضغوطا من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأقل تيسيرًا. وحسب نتائج بيانات المفكرة الاقتصادية…. فقد أشارت البيانات الجديدة إلى قوة إجمالي الدخل الشخصي والإنفاق، ومقاييس التضخم التي ظلت بعناد أعلى من الهدف، وانخفاض حاد في طلبات البطالة المنخفضة. ووسعت الأرقام الرأي القائل بأن الاقتصاد الأمريكي مرن في مواجهة تكاليف الاقتراض المرتفعة وأضافت مجالا للمناورة لبنك الاحتياطي الفيدرالي لتأجيل تقديم تخفيضات عدوانية. وعلى الرغم من تخفيفه من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى الأقل تيسيرًا، وكانت قد أستمرت حالة عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة في دعم أسعار السبائك. وأثار احتمال رئاسة ترامب مرة أخرى توقعات السياسة المالية التوسعية وزيادة التعريفات الجمركية على الواردات.

ونتيجة لذلك، استمر المستثمرون في الاحتفاظ بالذهب كدرع ضد المخاطر التضخمية في الأمد البعيد. ويأتي الارتفاع لمؤشر سعر الذهب على الرغم من ارتفاع عائدات السندات والدولار الأمريكي الأقوى، والذي كان من شأنه أن يثقل كاهل أسعار الذهب. وهذا يجعل مكاسب السبائك منذ بداية العام تصل إلى حوالي 34٪، مما يجعلها واحدة من أفضل الأصول أداءً في عام 2024.

ما المتوقع لاسعار الذهب فى الايام المقبلة ؟

فى هذا الصدد قال بنك ساكسو في مذكرة لبلومبرج “ارتفعت أسعار الذهب خلال الأسبوع، على الرغم من انخفاض أقساط المخاطر في أماكن أخرى، مما يؤكد أن التركيز لا يزال منصبا على الانتخابات الأمريكية وخاصة احتمالات فوز ترامب”. و”قد يجلب ذلك المزيد من الاضطرابات السياسية والتعريفات التجارية وزيادة المخاطر الجيوسياسية”.

وبشكل عام لقد أرتفع الطلب العالمي على الذهب بنحو 5٪ في الربع الثالث، مسجلاً رقماً قياسياً للفترة ورفع الاستهلاك إلى أكثر من 100 مليار دولار لأول مرة، وفقًا لمجلس الذهب العالمي. وقد تم دعم الزيادة – التي شهدت ارتفاع الأحجام إلى 1313 طنًا – من خلال تدفقات استثمارية أقوى من الغرب، بما في ذلك المزيد من الأفراد ذوي القيمة الصافية العالية. ويأتي ارتفاع الذهب أيضًا في أعقاب بيانات اقتصادية جديدة صدرت يوم الثلاثاء أظهرت أن فرص العمل في الولايات المتحدة الامريكية أنخفضت بأكثر من المتوقع بينما ارتفعت ثقة المستهلك فوق كل التقديرات. وينتظر المستثمرون الآن المزيد من البيانات في وقت لاحق من هذا الأسبوع لقياس موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة الامريكية بشكل أكبر.

وتضع الأسواق المالية حاليا أحتمالات بنسبة 100% تقريبا لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل البنك المركزي الأمريكي في نوفمبر/تشرين الثاني. ومن جانبه قال هان تان كبير محللي الاسواق في مجموعة إكسينيتي “من المتوقع أن يحتفظ سعر الذهب بميله الصعودي وربما يقترب حتى من 2800 دولار للاوقية في الأيام المقبلة، طالما أستمرت مخاطر الانتخابات الأمريكية في التأثير على معنويات السوق، في حين تظل توقعات خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي كما هي”.

محمد العريان: أرتفاع سعر الذهب يرجع إلى تنويع الدولار الامريكى

يقول محمد العريان بإن أرتفاع سعر الذهب إلى مستوى قياسي جديد يعكس كيف تعمل المؤسسات المالية العالمية عمداً على تنويع استثماراتها بعيداً عن الدولار الأمريكي. وكانت قد أرتفعت اسعار السبائك إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، عند حوالي 2790.49 دولار للاوقية، يوم الخميس مع تركيز المستثمرين على المخاطر الكلية الرئيسية – من الاضطرابات المستمرة في الشرق الأوسط إلى الانتخابات الأمريكية – في الأسابيع المقبلة. وحتى الآن هذا العام، ارتفع سعر الذهب بنسبة 36٪، متجاوزًا مكاسب مؤشر S&P 500 البالغة 23٪.

وأضاف العريان، رئيس كلية كوينز في كامبريدج، على تلفزيون بلومبرج يوم الجمعة: “عندما نحاول ربط التحركات في الذهب هذا العام بالمتغيرات التقليدية والمالية والاقتصادية – أسعار الفائدة والدولار – فقد انهارت العلاقات”. وأضاف أن التحرك “العلماني” يمكن أن يُعزى إلى محركين أساسيين. وقال أيضا “أحد هذه الأسباب هو التنويع البطيء بعيدًا عن الدولار في احتياطيات البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم”، “والسبب الآخر هو التنويع البطيء بعيدًا عن نظام الدفع بالدولار”.

وفي حين كانت هذه الخطوة بطيئة، “فإن النبأ السيئ هو أن الزخم يتراكم”، كما قال العريان، والذي يعمل أيضًا كاتب عمود في بلومبرج أوبينيون.

وعموما لقد أدت الأحداث الأخيرة إلى تسريع الاتجاه نحو الذهب، وفقًا للعريان.

ومن أهمها قدرة روسيا على الحفاظ على العلاقات التجارية والنمو حتى بعد أستبعاد بنوكها الرئيسية من سويفت، وهي خدمة رسائل مالية عالمية. وفي حين تظهر بيانات سويفت الأخيرة أن حصة الدولار الامريكى في المدفوعات الدولية ظلت مستقرة نسبيًا في السنوات الأخيرة، أقل بقليل من 50٪ وتتجاوز العملات الأخرى بكثير، فقد ارتفعت المعاملات التي تنطوي على اليوان في الأشهر الأخيرة. وأضاف العريان بإن الحدث الآخر هو الشرق الأوسط، مضيفًا أن غالبية البلدان تنظر إلى الولايات المتحدة بأعتبارها “داعمًا غير ثابت” لحقوق الإنسان والقانون الدولي.

بنك أوف أميركا: الرهانات على أرتفاع الذهب تقوى قبل الانتخابات الأمريكية

يواصل المستثمرون شراء الذهب قبل الانتخابات الأمريكية كتحوط ضد التضخم والشعبوية، وفقًا لمحللون في بنك أوف أميركا كورب. وفى هذا الصدد فقد كتب فريق لدى البنك بأن المعدن النفيس سجل أعلى مستوى قياسي يوم الخميس وسجلت صناديق الذهب أكبر تدفق أسبوعي لها منذ يوليو 2020. وأضاف المحللون بإن الصفقات الشعبية الأخرى الأخيرة، مثل بيع السندات وشراء أسهم الذكاء الاصطناعي، صامدة قبل انتخابات 5 نوفمبر. وكان قد أخترق العائد على سندات الحكومة الأمريكية لمدة 10 سنوات لفترة وجيزة 4.2٪ هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى منذ يوليو، بينما وصلت أسهم شركة الرقائق الأمريكية Nvidia Corp. إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق.

وتعد تجارة الذهب جزءًا من استراتيجية أوسع للمستثمرين لوضع محافظهم ضد فوز محتمل لدونالد ترامب في الانتخابات. كما ارتفع سعر الدولار الأمريكي بسبب الرهانات على أن فوز المرشح الجمهوري من شأنه أن يؤدي إلى انتعاش التضخم وارتفاع العجز في الميزانية وحرب تجارية محتملة مع الصين.

وأضاف محللو بنك أوف أميركا بإن صناديق التحوط لم تكن متفائلة بشأن الدولار الامريكى منذ يونيو 2021، مستشهدين ببيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع. وأشار فريق بنك أوف أميركا أيضًا إلى أن المستثمرين يراهنون ضد الصين على الرغم من تدابير التحفيز الأخيرة. وقالوا بإن بيانات الوظائف الامريكية المنخفضة التي تشير إلى الركود قد تؤثر على ثقة المستثمرين في بعض هذه الصفقات وتؤدي إلى دوران من الأسهم إلى السندات. وأضافوا بإن تأثير الانتخابات الرئاسية على التضخم قد يحفز بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضًا على عكس اتجاهه ورفع أسعار الفائدة بدلاً من خفضها.

والمنافسة بين ترامب وكامالا هاريس متقاربة للغاية حاليًا وفقًا لاستطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة، في حين أن احتمالات الرهان حاليًا تصب في صالح المرشح الجمهوري.

هذا الشارت من منصة tradingview