أرتفعت العقود الآجلة للنفط الخام غرب تكساس الوسيط إلى حوالي 68.2 دولارًا للبرميل يوم الجمعة، لتعوض بعض خسائر الجلسة السابقة حيث أجبر إعصار هيلين منتجي خليج المكسيك على خفض الإنتاج. وفي الوقت نفسه، وزن المستثمرون التحفيز الجديد من الصين، أكبر مستورد للخام، مقابل التوقعات بزيادة العرض العالمي. ووفقًا لمكتب السلامة وإنفاذ البيئة، فقد توقف حوالي 25٪ من إنتاج النفط الخام في خليج المكسيك الأمريكي نتيجة للعاصفة. ويوم الخميس الماضى، انخفضت الأسعار بعد تقارير تفيد بأن المملكة العربية السعودية تخطط لزيادة الإنتاج في وقت لاحق من هذا العام ومن المقرر أن ترفع أوبك + الإنتاج بمقدار 180 ألف برميل يوميًا في ديسمبر. وعليه فقد محت عمليات البيع يوم الخميس المكاسب السابقة من الأسبوع، وذلك بعد إعلان الصين عن موجة جديدة من تدابير التحفيز الاقتصادي. كان الطلب الضعيف المستمر من الصين يضغط على سوق النفط لعدة أشهر.
وحسب منصات شركات تداول النفط…. لا يزال سعر خام غرب تكساس الوسيط منخفضًا بنحو 6٪ خلال الأسبوع، على الرغم من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
وبنهاية تداولات شهر سبتمبر.. فقد أدى الخوف من العرض المفرط للنفط على خلفية التقارير التي تفيد بأن المملكة العربية السعودية تفكر في العودة إلى استراتيجيتها المتمثلة في السعي إلى حصة السوق بدلاً من دعم الأسعار إلى انخفاض اسعار كلا من خام غرب تكساس الوسيط وبرنت. وبشكل عام قدمت تدابير التحفيز الاقتصادي في الصين والأعاصير في الولايات المتحدة الامريكية دعمًا أساسيًا قويًا لأسعار النفط الخام؛ ولكن القصة الكبيرة فى التداولات الاخيرة جاءت من المملكة العربية السعودية، حيث زعمت وسائل الإعلام أن الرياض تفكر في تجديد استراتيجية استعادة حصة السوق في أسواق النفط. وخشية العرض المفرط، شهد المشاركون في السوق انخفاضًا بمقدار 3 دولارات للبرميل عن الأسبوع الماضي، مع انخفاض خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 70 دولارًا للبرميل مرة أخرى.
وعموما. تدرس المملكة العربية السعودية إيجابيات زيادة الإنتاج. وبحسب صحيفة فاينانشال تايمز، تستعد المملكة العربية السعودية لزيادة إنتاجها من النفط الخام لاستعادة حصتها في السوق، والتخلي عن هدفها غير الرسمي لسعر النفط عند 100 دولار للبرميل حتى لو كان ذلك يعني انخفاض الأسعار، مما يزيد من الآمال في أن تمضي أوبك+ قدما في زياداتها في ديسمبر.
وعامل أخر مؤثر على سوق النفط… ليبيا تقترب من تسوية تفاوضية. حيث أحرزت المفاوضات التي توسطت فيها الأمم المتحدة بين الحكومات المتنافسة في ليبيا تقدما كبيرا هذا الأسبوع، حيث ورد أنها أتفقت على إجراءات توظيف البنك المركزي واتخاذ القرار، سعيا إلى نزع فتيل الحصار النفطي المستمر.
وعلى صعيد أخر. خليج الولايات المتحدة الامريكية يتعافى من تأثير إعصار هيلين. وفي ذروة إعصار هيلين، توقف حوالي 30% من إنتاج النفط البحري في الولايات المتحدة الامريكية وذلك بعد إخلاء 27 منصة إنتاج، وهو ما يعادل تأثيرًا مباشرًا قدره 510 ألف برميل يوميًا، ولكن عمليات الإغلاق انخفضت بحلول يوم الجمعة مع استئناف شركات النفط للعمليات.
أسعار النفط تواصل الارتفاع مع تزايد المخاوف من حرب كبرى في الشرق الأوسط
وفى الساعات الاخيرة لتداولات شهر سبتمبر وقبيل تداولات شهر أكتوبر… دفع القلق بشأن تعطل إمدادات النفط في الشرق الأوسط أسعار كلا من خام برنت وغرب تكساس الوسيط إلى الارتفاع في وقت سابق اليوم في التعاملات الآسيوية، حيث تواصل إسرائيل قصف لبنان بعد مقتل قيادة حزب الله الأسبوع الماضي. كما ضربت أهدافًا في اليمن، مما يشير إلى أنها مستعدة لتوسيع الصراع. وعتليه فقد قال محللون في بنك ANZ، نقلاً عن رويترز، “إن التصعيد الأخير للهجمات في الشرق الأوسط يزيد من احتمالات جر إيران مباشرة إلى الصراع، مما يضع خطرًا كبيرًا حول انقطاع الإمدادات في منتج أوبك”.
ومع ذلك، لا يتفق الجميع على أن أخر الأحداث في الشرق الأوسط هي التي تغذي ارتفاع أسعار النفط الخام. حيث قال وارن باترسون، محلل أسواق السلع الأساسية في بنك ING، لبلومبرج: “أصبح سوق النفط خاملًا بشكل متزايد للتطورات في الشرق الأوسط”. وأضاف “استمر الصراع لأكثر من عام دون أي تأثير على إنتاج النفط، بينما تستمر أوبك في الجلوس على كمية كبيرة من الطاقة الاحتياطية. ولكن بدلاً من ذلك، يبدو أن التدابير الداعمة القادمة من الصين هي التي تقدم الدعم”.
وفي الأسبوع الماضي، قالت الحكومة الصينية بإنها ستقدم تدابير تحفيزية جديدة من أجل التأكد من تحقيق هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي المخطط له لهذا العام. وكجزء من هذه التدابير، قال البنك المركزي الصيني أمس بإنه سيخفض أسعار الرهن العقاري على القروض القائمة لعكس تباطؤ العقارات الذي ابتلي به الاقتصاد هذا العام. وباترسون هو الوحيد في هذا الرأي حول تأثير الأحداث في الشرق الأوسط على أسعار النفط الخام. كما أخبرت هيليما كروفت من RBC Capital Markets بلومبرج مؤخرًا أن أسعار النفط الحالية لا تعكس احتمالات اندلاع حرب أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط. وقالت بإن تجار النفط الخام يجب أن يراقبوا الحرب عن كثب حيث قد يتم “تحفيز” إيران على الدخول في الحرب بشكل مباشر ردًا على بعض التحركات الإسرائيلية مثل التوغل في لبنان.
هذا الشارت من منصة tradingview