فوز ترامب قدم المزيد من القوة للدولار الامريكى وفى المقابل تعرضت أسعار الذهب لانتكاسة قوية تحرك على أثرها صوب مستوى الدعم 2643 دولار للاوقية قبل أن يرتد لاعلى صوب مستوى المقاومة 2710 دولار للاوقية.
هذا الشارت من منصة tradingview
متعافيا بعدما خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الخميس ردا على الانخفاض المطرد في التضخم المرتفع والذي أغضب الأميركيين وساعد في دفع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية هذا الأسبوع.
ويأتي خفض سعر الفائدة الامريكية بعد خفض أكبر بمقدار نصف نقطة مئوية في سبتمبر أيلول، ويعكس التركيز المتجدد لبنك الاحتياطي الفيدرالي على دعم سوق العمل فضلا عن مكافحة التضخم الذي يتجاوز الآن بالكاد هدف البنك المركزي البالغ 2%. وتخفض خطوة يوم الخميس سعر الفائدة القياسي لبنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى إلى نحو 4.6%، نزولاً من أعلى مستوى له في أربعة عقود عند 5.3% قبل اجتماع سبتمبر أيلول. وكان بنك الاحتياطي الفيدرالي قد أبقى سعر الفائدة مرتفعا لأكثر من عام لمحاربة أسوأ موجة تضخم في أربعة عقود. وانخفض التضخم السنوي منذ ذلك الحين من ذروة بلغت 9.1% في منتصف عام 2022 إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أعوام ونصف عند 2.4% في سبتمبر أيلول.
وفي مؤتمر صحفي سُئل رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عن الكيفية التي قد تؤثر بها انتخابات ترامب على عملية صنع السياسات في البنك، فقال: “في الأمد القريب، لن يكون للانتخابات أي تأثير على قراراتنا (بشأن أسعار الفائدة)”.
ولكن انتخاب ترامب، إلى جانب عواقبه الاقتصادية، أثار شبح التدخل من جانب البيت الأبيض في قرارات السياسة التي يتخذها بنك الاحتياطي الفيدرالي. فقد أعلن ترامب أنه بصفته رئيسًا، يجب أن يكون له صوت في قرارات أسعار الفائدة التي يتخذها البنك المركزي الامريكى. ولقد حرص بنك الاحتياطي الفيدرالي لفترة طويلة على دوره كمؤسسة مستقلة قادرة على اتخاذ قرارات صعبة بشأن أسعار الاقتراض، خالية من التدخل السياسي. ومع ذلك، خلال فترة ولايته السابقة في البيت الأبيض، هاجم ترامب باول علنًا بعد أن رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لمكافحة التضخم، وقد يفعل ذلك مرة أخرى.
وفي المؤتمر الصحفي يوم الخميس، سُئل باول عما إذا كان سيستقيل إذا طلب منه ترامب ذلك، فأجاب ببساطة: “لا”. وقال إنه في رأيه، لا يمكن لترامب أن يطرده أو يخفض رتبته: “لن يُسمح بذلك بموجب القانون”، كما قال باول. وفي بيان بعد انتهاء اجتماعه الأخير، قال بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى بإن “معدل البطالة ارتفع لكنه لا يزال منخفضًا”، وبينما انخفض التضخم إلى مستوى أقرب إلى هدف 2٪، فإنه “يظل مرتفعًا إلى حد ما”.
وقبيل هذا الحدث الهام. وبعد النتيجة الحاسمة للانتخابات في الولايات المتحدة الامريكية، تراجعت أسعار الذهب إلى ما دون 2700 دولار للأوقية. وكانت قد أزالت النتيجة السريعة والحاسمة لنتيجة الانتخابات فعليًا علاوة عدم اليقين التي كانت تدعم أسعار الذهب في الأسابيع الأخيرة. وتمثل نتيجة الانتخابات العودة غير العادية للجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وعلى أثر ذلك فقد أرتفع مؤشر الدولار الامريكى بعد فوز ترامب، وارتفع إلى أعلى نقطة له في أربعة أشهر. وعليه فقد وضع هذا ضغوطًا هائلة على أسعار السلع الأساسية، وخاصة الذهب. ويؤدي ارتفاع الدولار الامريكى إلى جعل الذهب أكثر تكلفة للمشترين في الخارج، مما يحد من الطلب على المعدن الأصفر. وعموما كان قد أدى عودة ترامب إلى المزيد من النفور من المخاطرة في السوق. ومع انخفاض المخاطر على الأسواق المالية، تأثرت جاذبية الذهب كملاذ آمن.
ضعف الطلب على الذهب في عام 2025
كان الذهب أحد أفضل فئات الأصول أداءً بين المعادن الثمينة في عام 2024. حسب منصات شركات تداول الذهب… فقد أرتفعت الأسعار بنسبة 33٪ منذ بداية العام لتصل إلى مستوى 2800 دولار للأوقية لأول مرة. ومع ذلك، يتوقع المحللون تباطؤ الطلب على الذهب في عامي 2025 و2026. وفى هذا الصدد قال محللون في البنك الدولي في تقرير: “من المرجح أن يتباطأ الطلب من البنوك المركزية وإنتاج المجوهرات، اللذين يمثلان معًا حوالي ثلثي الطلب العالمي على الذهب، على مدى أفق التوقعات بسبب الأسعار المرتفعة القياسية”.
ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الذهب بنسبة 21 في المائة في عام 2024 (على أساس سنوي) وتظل أعلى بنحو 80 في المائة من متوسطها في الفترة 2015-2019 طوال فترة التوقعات، وتنخفض بنسبة 1 في المائة فقط في عام 2025 و3 في المائة في عام 2026″. ومن جانبهم قال محللون في مجلس الذهب العالمي بإنه على الرغم من أن أسعار الذهب قد تستمر في التفوق على القطاع الأوسع، فمن المتوقع أن تؤدي الأسعار المرتفعة القياسية إلى تآكل الطلب على المجوهرات.
وفي الربع الثالث من سبتمبر، انخفض الطلب على المجوهرات على الذهب بشكل حاد. وانخفض استهلاك المجوهرات في الربع الثالث بنسبة 12% على أساس سنوي إلى 459 طنًا مع وصول سعر الذهب إلى سلسلة من الارتفاعات الجديدة المتتالية، مما فرض قيودًا على القدرة على تحمل التكاليف على المستهلكين، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. وبشكل عام لقد أدى الارتفاع الحاد في أسعار الذهب إلى شل الطلب الصيني على المجوهرات خلال الربع. انخفض الطلب بنسبة 33% عن العام الماضي إلى 102.5 طن.
التوقعات الفنية لاسعار الذهب:
حسب توقعات محللى الذهب اليوم. لا يزال الاتجاه العام لسعر الذهب صاعدا رغم عمليات البيع الاخيرة. ولن يحدث كسر للاتجاه الصعودى بدون تحرك أسعار الذهب صوب مستويات الدعم 2635 و 2585 دولار للاوقية على التوالى. وفى المقابل عودة الاستقرار أعلى المقاومة 2700 دولار للاوقية سيظل محفزا لقوة سيطرة الثيران على أتجاه الذهب. التوترات الجيوسياسية العالمية واستمرار تخفيف سياسات البنوك المركزية العالمية لا تزال تدعم سوق الذهب.