الجمعة , نوفمبر 15 2024
إبدأ التداول الآن !

أساسيات إدارة المال

عادة ما تكون إدارة المال هي “العنصر X” الذي يحدد الربح أو الخسارة العامة في استراتيجيات تداول فوركس. يتم غالباً تجاهل هذا الأمر لدرجة أنه يجب قوله بشكل متكرر. إنه من الأساسيات الرئيسية للتداول. إدارة المال بحد ذاتها لن تعطيك أفضلية – أنت بحاجة إلى استراتيجية جيدة للدخول والخروج من التداول من أجل الحصول على تلك الأفضلية – ولكن من دون ممارسات إدارة مالية ذكية، فإن الأفضلية لن تحقق أرباحها الكاملة، وحتى أنها تخاطر بخسارة عامة.

هناك عنصرين لإدارة المال يجب على المتداولين أخذهما بالإعتبار بشكل حذر: ما هو المبلغ الذي عليك المخاطرة به من حسابك؟ وما هي النسبة من حسابك التي يمكن المخاطرة بها سواءاً مقاسة بشكل إجمالي أو بنوع معين من القطاع. لا يوجد إجابات صحيحة أو خاطئة بالضرروة: ما يناسبك يعتمد بدرجة كبيرة على رغبتك الشخصية بالمخاطرة وقدرتك على تحمل الخسارة، المؤقتة أو الدائمة.

المخاطرة بالحساب

في كل مرة تقوم فيها بفتح تداول، فإنك تقوم بالمخاطرة بالمال. حتى إن كانت لديك نقاط توقف خسائر، فقد تعاني من إنزلاق سلبي وتخسر أكثر مما أنت مسؤول عنه. من الواضح، إن كان لديك عدد كبير من التداولات المفتوحة في نفس الوقت، حتى إن كانت كلها منطقية بشكل فردي، فقد تشكل معاً مستوى غير مقبول من المخاطرة. كذلك الأمر، إن كانت لديك الكثير من التداولات المفتوحة على نفس العملة في نفس التوجه، فإنك تخاطر بخسارة مفاجئة أكثر من المقبول.

لهذه الأسباب، فإن من الجيد:

  • تحديد الحجم الأكبر للتداولات المفتوحة لديك في أي وقت.
  • تكرار النقطة الأولى ولكن مع كل عملة.

على سبيل المثال، ربما تقرر أنك لن تخاطر بأكثر من 2% من حجم الحساب في التداولات المفتوحة، أو أن تخاطر بنسبة 1.5% على عملة واحدة. عليك كذلك أن تكون حذرًا للغاية عند التداول بالعملات المرتبطة أو المحددة بسقف مقابل عملة أخرى من قبل البنوك المركزية الخاصة بكل عملة. على سبيل المثال، أي شخص قام ببيع الفرنك السويسري في شهر يناير الماي بإستخدام رافعة مالية حقيقية صغيرة نسبيًا عند 1:4، على الأرجح أن يكونوا قد تعرضوا لمسح حساباتهم، بغض النظر عن أي نقاط توقف خسائر، حيث أن الانزلاق كان كبيرًا جدًا.

إلى مدى أقل، إن كنت تتداول بالعملات أو أي أدوات أخرى لديها ارتباط إيجابي عالي، ربما عليك كذلك أن تضح حد لعدد التداولات المفتوحة والمرتبطة بشكل إيجابي قوي. يصبح هذا الأمر أكثر أهمية إن كنت تتداول خارج فوركس، مثلًا، هناك ارتباط عالي بين النفط والدولار الكندي.

المبلغ بالضبط للحد الأقصى للمخاطرة الذي عليك استخدامه يعتمد عليك، ولكن عليك أن تتذكر بأنه عندما ينخفض حسابك بنسبة 25%، عليك زيادته بنسبة 33%، فقط لكي تعود نقطة البداية، وكلما زاد الإنخفاض كلما أصبح الأمر أسوء. خسارة 50% تحتاج إلى زيادة 100% من أجل التعادل! بشكل عام، كلما كانت نقاط توقف الخسائر أكبر، كلما زاد الحد الأقصى للمخاطرة أعلى منطقياً.

إدارة المخاطر في فوركس – ما هي نسبة المخاطرة لكل تداول؟

الآن لديك بعض حدود المخاطرة المهيئة لحسابك بشكل عام وبحسب كل عملة، عليك التعامل مع السؤال المنفصل بشأن مدى المخاطرة في كل تداول. بالطبع، من المقبول المخاطرة بأحجام مختلفة في كل تداول، ولكن عليك تحديد ذلك بشكل نظامي.

هناك العديد من المتغيرات التي من المفترض أن تؤخذ بالحسبان في استراتيجية تحجيم الوضعية لمتداولي فوركس، ولكن في البداية يجب حساب المخاطرة لكل تداول كنسبة من إجمالي الحساب. حجم الحساب الإجمالي يمكن أن يحدد من خلال النظر إلى مبلغ النقد في الحساب – عليك افتراض أسوأ سيناريو، أي خسارة كل تداول مفتوح.

هناك ميزتين لهذه الطريقة على عكس المخاطرة ببساطة بنفس المبلغ بشكل متكرر بغض النظر عن الأداء، والذي هو ما يحدث عندما تستخدم أحجام حصص ثابتة أو مبلغ مالي ثابت:

استراتيجيات التداول في فوركس تميل إلى المرور في فترات من الربح والخسارة وليس توزيع عادل للنتائج. استخدام نسبة من الحساب لتحديد حجم كل تداول يعني بأنك تخاطر بدرجة أقل عندما تخسر وأكثر عندما تربح، والذي يميل لتضخيم فترات الفوز وتقليل تأثير فترات الخسارة.

لا يمكنك أبدًا القضاء على حسابك بالكامل! بإستخدام حجم الحصة الثابت أو مبلغ المال الثابت قد يؤدي إلى مسح حسابك، أو على الأقل تراجعه إلى حد لا يمكن إستعادته.

لتوضيح هذه النقاط، لنلقي نظرة على منحنى القيمة المالية الناتج عن استراتيجية تداول حقيقية طبقت على زوج اليورو/الدولار الأمريكي منذ العام 2009:

أجريت 211 عملية تداولية، بداية مع رأس مال 10,000 دولار واستخدام هدف ربحي ثابت بثلاثة أضعاف المخاطرة لكل تداول. كان أداء الإستراتيجية المطبقة جيد جدًا. الخط الأحمر هو القيمة المالية الناتجة عن المخاطرة بنسبة 1% لكل تداول، في حين أن الخط الأزرق يظهر القيمة المالية المشتقة من المخاطرة بمبلغ مالي يعادل 1% من الرصيد الأولي. لاحظ كيف أنه عندما تكون الإستراتيجية خاسرة، فإن الخط الأحمر يكون أقل بقليل فقط من الخط الأزرق، ولكن خلال فترات الربح القوية، يبدأ بأداء أفضل بشكل كبير.

فيما يلي بعض الأساسيات التي عليك أخذها بالإعتبار عند تحديد حجم المخاطرة لكل تداول:

  • ما هو أسوء أداء قد يكون عليك مواجهته، وما كيف سوف يبدو؟ هل يمكنك التعامل نفسيًا مع خسارة 10% أو 20% أو حتى أسوء من ذلك؟ هل عليك أن تكون بذلك البعد في المنطقة السلبية؟
  • كذلك عدد مرات التداول سوف يكون عاملاً مؤثراً، حيث أنه سوف يؤثر في أسوء تراجع لك.
  • ما هي نسب الفوز والخسارة المتوقعة؟ قم بإختبار خلفي للتداول. مثلًا، إن كانت لديك استراتيجة تداولية في فوركس تخطط فيها لخسارة 80% من تداولاتك ولكن الفوز بـ 10 أضعاف المخاطرة على نسبة 20% المتبقية، فإن المخاطر لكل تداول يجب أن تكون أصغر منها في حال أنك تخطط لربح 3 أضعاف المخاطرة على 40% من تداولاتك. بالطبع، إن كانت لديك استراتيجية خروج مرنة، عندها عليك أن تقوم بتقريب كيفية أدائها على الأرجح مع الوقت.
  • هل من الممكن مع حجم الحساب أن تتداول بحجم صغير بما يكفي؟ على سبيل المثال، إن كانت لديك حساب يحتوي على 100 دولار فقط، وقمت بالمخاطرة بنسبة 1% في كل تداول، سوف يكون عليك المخاطرة ببنس واحد لكل نقطة مع نقطة توقف خسائر عند 100 نقطة. قد يكون هذا الأمر مستحيلًا، بالاعتماد على وسيطك. ولكن، عليك أن ترفع من رأس المال أو أن تغير استراتيجيتك التداولية بدلاً من زيادة المخاطرة في كل تداول في تلك الحالة.
  • هل حسابك آمن أو يحتوي على مبلغ صغير نسبيًا من المخاطرة برأس المال؟ إن كان إجمالي ما تمتلكه هو 25,000 دولار مثلًا، ولديك حساب بقيمة 10,000 دولار، ربما تكون لديك قدرة احتمال أقل تجاه الخسارة مقارنة بحساب 1000 دولار.

تذكر بأن استراتيجية إدارة المال سوف تفاعل إحصائيًا مع معدل فوزك ومعدل حجم الفوز من أجل التأثير المباشر على الربح والخسارة مع الوقت.

نقاط توقف الخسائر وحجم الوضعية

يجب عليك ألا تقوم أبداً بتحديد نقاط توقف الخسائر على أنها الحد الأدنى الذي يمكنك تحمله. على سبيل المثال، إن أردت ألا تخاطر بأكثر من 20 دولار في كل تداول، ولكن الحد الأدنى لحجم الوضعية الذي يسمح به وسيطك هو دولار لكل نقطة، عندها يكون هذا سبب سيئ جدًا لإستخدام نقطة توقف خسائر عند 20 نقطة وحجم حصة ثابت عن دولار واحد لكل نقطة. عليك إما أن تجد وسيط آخر، أو أن تزيد من حجم الحساب إن كان لديك رأس مال كافي قابل للمخاطرة، أو العثور على استراتيجية تداول فوركس تستخدم 20 نقطة لتوقف الخسائر إن كنت مرتاحًا مع ذلك.

ولكن، من المشروع جدًا أن تحدد نقاط توقف الخسائر من خلال قيام معدل التقلبات، وفي تداولات النمط بشكل خاص، يكون هذا بحد ذاته استراتيجية إدارة مالية قوية جدا. على سبيل المثال، استخدام مضاعفات النطاق الحقيق لمعدل الـ 20 يوم من أجل تحديد نقطة التوقف، وبعد ذلك بناء حجم الوضعية كنسبة من القيمة المالية الحالية للحساب، تعد من المكونات الشائعة للإدارة المالية في استراتيجيات تداول النمط في فوركس.

حتى إن قمت ببناء نقاط توقف الخسائر على المستويات التقنية، يكون من المجدي استخدام مقياس التقلبات في تحجيم الوضعية. على سبيل المثال، إن كان النطاق الحقيقي لمعدل الـ 20 يوم ضعف النطاق الحقيق لمعدل طويل الأجل جدًا، ربما عليك أن تخاطر بنصف المخاطرة المعيارية لكل نقطة نسبة إلى قيمة حسابك.

بسمة الزعبي
بدأت بسمة تخوض عالم تداول العملات في عام 2002، وعملت في المقابل في تعليم الرياضيات بعد التخرج من جامعة عمان. تقوم بابتكار ونشر إستراتيجيات التداول عبر المنتديات العربية وتملك الخبرة في قراءة التحليلات وتوجيهها إلى الصفقات المناسبة. في هذه الأيام، تهتم بشكل اكبر في السوق وتعمل على تقليل ساعات التعليم والعمل بدوام كامل في كمتداولة في سوق الفوركس. تطرح في مقالاتها أفكار واستراتيجيات وتحاليل للمبتدئين حول سوق العملات الأجنبية.
إعلان
إعلان
Exit mobile version