كل متداول يرغب بتحقيق الربح- هذا هو السبب الذي يدفعنا للتداول. يبحث العديد من المتداولين الآن عن ما يعادل حجر الفيلسوف في العصور الوسطى – تلك الصخرة السحرية التي من الممكن أن تحول المعدن إلى ذهب. يعتقدون بأن هناك نظام أو خطة حكيمة سوف تضمن الربح على جميع التداولات وبشكل دائم. ولكن الإحصائات الحقيقة والصريحة هي أن أغلبية المتداولين لديهم معدل ربح-خسارة عند 50%، والذي يعني بأنك عندما تنخرط في التداول، فإن احتمالية الخسارة أكبر من الربح.
التداولات الخاسرة هي حقيقة يومية والمتداول المنطقي عليه أن يعلم كيفية التعايش معها. ولكن بالطبع، نحن نكره الخسارة، فهي تؤذي كرامتنا وتؤذي تقديرنا الذاتي وبالطبع تؤذي جيوبنا. عدم القبول بأن الخسائر تحدث قد يؤدي إلى المزيد من المشاكل الأخرى – تداول الإنتقام (حيث تقوم بهجوم للإنتقام من الخسائر المهينة وغالباً ما ينتهي بك الأمر بخسارة المزيد من المال)، وعدم الرغبة في القيم بتداولات جديدة والميل نحو المقامرة بالكثير والقليل.
التداول في فوركس ليس رياضة، وهو ليس نوع من المرح. ولكنه يشارك نقطة هامة في الشخصية عند مقارنة المتداول المحترف بالرياضي المحترف. كلاهما يلعبان بالعقل. الفرق بين الناج والخاسر في الرياضة هو 99% من خلال السيطرة العقلية والأمر نفسه ينطبق على عالم التداول. إن كنت تريد فعلاً لإستراتيجيتك التداولية أن تعمل بشكل كامل، عليك أن تفصل نفسك وأن تسيطر بالكامل على أفكارك وعواطفك.
أرباح الشخص في التداول تعني خسارة الشخص الآخر. يتعرض الناس للخسارة للعديد من الأسباب. من غير المنطقي الإعتقاد بأن السوق هو نوع من قوة ذاتية التحكم شبه مستقلة. وبالتالي من غير المنطقي أن تعتقد بأن كل شخص يمكنه الربح من كل تداول لأنه في تلك الحالة لن تكون هناك تداولات. قد يأمل المتداول أن يحقق الربح وأن يقويه من خلال التقدم على الآخرين. ولكن المفارقة في هذا الوضع هو أن الربح كان ممكناً فقط من خلال حركة الآخرين.
السمة المميزة للمتداول الناجح هي العثورعلى الطريق الواضح والمقبول في السوق، والإلتزام به. المتداول المحترف معزول وتحليلي، وذلك هو السبب الرئيسي في نجاحه على المدى الطويل. المبتدأ يجد من الصعب تجنب ضغوط الجمهور ويقوم بالتحركات السريعة والمتسرعة. ليس من السهل دائماً أن تحصل على هذا الإنفصال والذي يعتبر هاماً جداً للنجاح. إن كان كل من حولك، من أصداق وشركاء ونقاد، يتحدثون جميعهم عن أروع أمر على الإطلاق، فإن الرفض يعتبر حينها من أصعب الأمور على الإطلاق. يتحدث الناس عن استقراء الأنماط وتوقع الأنماط الحالية لمعرفة مالذي سوف يحدث في المستقبل، ولكن مع الوقت فقط سوف نكون قادرين على معرفة ما إن كانت هذه الأنماط تطورات تاريخية هامة أو مجرد أمور عابرة.