نستعرض في هذا التقرير طريقة من أبرز طرق التداول المعروفة في مجال تداول العملات (الفوركس) وهي تعتمد على التباين او الاختلاف او ما يعرف باسم الدايفرجنس. كما نشرح ما هي أهم المؤشرات التي يجب استخدامها لبين الدايفرجنس وكيف يستخدمه المتداولين في تداولاتهم. المقصود به تحرك سعر السلعة او العملة بشكل معاكس لحد المؤشرات المضافة على الرسم البياني والمعروفة باسم (مؤشر التذبذب) فعند حدوث هذا التباين يعتبر اشارة على تغير الاتجاه الزوج او السلعة وفي احيان اخرى قد يظهر وجود هذا الدايفرجنس ضعف في الاتجاه او تراجع الزخم. يكون الدايفرجنس او الاختلاف إيجابي (يظهر تحول السعر للارتفاع) او الدايفرجنس سلبي (يظهر تحول السعر للتراجع).
تميز حدوث الدايفرجنس بالنسبة للسعر والاتجاه
يحدث الدايفرجنس عندما يسجل سعر الأصل المتداول قاع جديد في نفس الوقت يتحول المؤشر المذبذب للارتفاع ويحدث العكس عند تسجيل الأصل قمة جديدة ونلاحظ حدوث تحول للأسفل في مؤشر المذبذب. في كلا الحالتين يجب علينا كمتداولين الحذر من تحول الاتجاه الذي يسير فيه الأصل او توقع حدوث تراجع في زخم التداول. أشهر مؤشرات المذبذبات التي تستخدم في استخراج الدايفرجنس هي مؤشر ستوكاستيك (Stochastic Indicator) ومؤشر القوة النسبية (RSI مؤشر).
كيف نتاجر بالدايفرجنس
على الرغم من قوة الدايفرجنس في التنبيه حول تغير اتجاه السعر او تباطؤ زخم التداول الا ان اغلب المتداولين لا يستخدموا الدايفرجنس كأداة تداول منفردة، ولا ننصح بذلك، بل من الافضل اعتبار حدوث الدايفرجنس كنظام انذار مبكر يساعدك كمتداول في تأمين صفقاتك او اغلاقها او تحريك نقطة وقف الخسارة حسب طريقتك في التداول، كما انه لا يصلح بنسبة مئة في المئة كطريقة دخول مجرده في صفقة بيع او شراء دون اي تأكيد من مؤشرات اخرى.
على سبيل المثال، نلاحظ حدوث تراجع في سعر الأصل، على نحو مغاير مع رسم مؤشرات التذبذب (مؤشر القوة النسبية RSI)، على مخطط الأسعار. حيث يتراجع الأصل ويسجل قاع جديد لكن مؤشر القوة النسبية يبدأ في تحقيق ارتفاعات في تحول عن الاتجاه الذي يسير عليه الاصل، فإن هذا يحذر من أن الاتجاه الهابط للسعر قد يضعف او يتحول للصعود. هذا الدايفرجنس إيجابي. يمكن للمتداول تحديث صفقة التداول الخاصة به اما بالخروج من او تقريب نقطة وقف الخسارة او تخفيف عقود التداول. الاختلاف السلبي هو الوضع المغاير للمثال السابق. حيث يسجل سعر الأصل قمم جديدة بينما على العكس يسجل مؤشر القوة النسبية قمم اقل مما بعطي اشارة تنبه للمتداولين من اقتراب السعر من انعكاس الأصل من هذه القمة المسجلة او ان سعر الأصل في طريقه لفقدان زخم الصعود.
اما بالنسبة للمتداول الذي لم يدخل السوق بعد فيجيب انتظار اشارة اخرى مثل كسر خط اتجاه او قراءة اساسية في أخبار السوق. فمن القواعد الذهبية في عالم التداول عدم دخول الصفقة عكس الاتجاه العام، ومن المطبق بشكل عملي في استخدام الدايفرجنس الإيجابي او الدايفرجنس السلبي هو الدخول عكس الاتجاه الذي يسير عليه الأصل المالي. لذا يجب عدم الاعتماد على مجرد حدوث الدايفرجنس حيث يجب ان أحد خطوات التأكيد مثل تكون نموذج هرمونيك، او كسر خط اتجاه، او تقاطع متوسطات متحركة، او دخول بعد بيانات مؤثرة في الاخبار الاقتصادية مثل اخبار اسعار الفائدة او بيانات البطالة. الدايفرجنس لا يعطي اشارات دخول صالحة بنسبة مئة في المئة.
نصائح لتداول الدايفرجنس في تداول العملات الأجنبية
أولا لا تنسى اول نصائح التداول وهي ان الاتجاه العام صديقك (لا تتداول عكس الاتجاه العام). يمكنك متابعة التحليل الأساسي الخاص بأصل محدد ومن ثم اتباع كافة الخطوات الخاصة بالتحليل الفني على الرسم البياني مثل رسم خطوط الدعم والمقاومة، اعتمد على خطوط فيبوناتشي وخطوط الاتجاه المكسورة او المخترقة قبل النظر لوجود دايفرجنس سلبي او إيجابي كوسيلة تأكيد في النهاية لا تتخلى عن خطة تداولاتك او إدارة رأس المال الخاصة بك.
استخدام مؤشرات التشبع والدايفرجنس
في عالم التداول تتحرك الأصول المالية في احدى ثلاث اتجاهات صعوداً او هبوطاً او في اتجاه عرضي، يمكن استغلال مؤشرات التشبع في التأكيد على استمرار السعر في الصعود او الهبوط او حتى التنبؤ بنهاية الاتجاه العرضي. حيث يمكن استخدام مؤشرات الزخم في اكتشاف مدى تشبع السوق واستمراره في اتجاه محدد. في الأوقات العادية تتبع تلك المؤشرات السعر فإذا سجل سعر الأصل قمم على الرسم البياني، يجب أن يتبعه المذبذب بتحقيق ارتفاعات جديدة أيضًا، لكن إذا حدث العكس فهذا ما يعنيه الدايفرجنس.
فهي مؤشرات فنية هدفها تأكيد جودة توصيات البيع او الشراء. يتم اضافتها على الرسم البياني نفسه بجانب سعر الأصل او في معظم الاحوال في الجزء السفلي من خلال نافذة مستقله. لذا يمكن تفصيل أهمية تلك المؤشرات في النقاط التالية:
- تظهر مدى عمق زخم الاتجاه الحالي للأصل المالي.
- بيان قوة حركة السعر ومدى تشبع السعر تجاه البيع او الشراء
- تظهر تلك المؤشرات مدى تفوق البائعين او المشترين خلال فترة زمنية محددة.
- تستخدم مؤشرات الزخم لتأكيد ما تظهره المؤشرات الفنية الأخرى من توصيات.
نستعرض في هذا الجزء أهم مؤشرات التذبذب او التشبع التي تكشف زخم التداولات في السوق:
- مؤشر الماكد (MACD)
- مؤشر القوة النسبية (RSI)
- المذبذب العشوائي، ومعدل التغيير (ROC)
- مؤشر تدفق الأموال (MFI)
- سحابه مؤشر الايشيموكو.
الملخص
المتاجرة بطريقة الدايفرجنس تعد من أشهر طرق المتاجرة عند متداولي العملات، تعتمد على مؤشرات التذبذب والتي تظهر التشبع البيعي او الشرائي للأصل المالي المتداول عليه. والمقصود به تحرك الأصل المالي او العملة بشكل معاكس لحد مؤشرات التشبع التي يتم اضافتها من خلال الرسم البياني. وينقسم الدايفرجنس لسلبي وايجابي. اما عن الدايفرجنس السلبي عندما يسجل سعر الأصل المتداول قمة جديدة في نفس الوقت يتحول المؤشر المذبذب للتراجع، اما الدايفرجنس الإيجابي عندما يسجل سعر الأصل المتداول قاع جديد في نفس الوقت يتحول المؤشر المذبذب للارتفاع. بعد حدوث التأبين او الاختلاف، او الدايفرجنس نتوقع تحول الاتجاه العام للأصل من صاعد لهابط او العكس. لكن ينبغي الحذر حيث ان الاعتماد على الدايفرجنس بمفرده يعتبر تداول عكس الاتجاه العام.
لذا لا ينصح باستخدام الدايفرجنس كوسيلة للتوصيات او الدخول والتداول في السوق بطريقة منفرده، بل يمكن اعتبارها من قبيل الإنذار المبكر لتحول الاتجاه العام الصاعد إلى هابط او العكس. وفي بعض الأحيان يمكن أن تشير لتباطؤ زخم الصعود في الاتجاه الصاعد قبل معاودة الصعود والعكس في الاتجاه الهابط. لذا لا يفضل ان تكون وسيلة وحيدة للتداول، بل يجب ان تكون وسيلة لتأكيد تغير الاتجاه.