توقعات: أسعار النفط من غير المرجح أن تصل إلى 100 دولار للبرميل في عام 2024

يرى المحللون بإن أرتفاع إنتاج النفط الخام من خارج أوبك + ومساحة التخزين الكبيرة التي تحتفظ بها مجموعة أوبك + سيستمر في الضغط الهبوطي على أسعار النفط الخام في العام المقبل 2024. وبأستثناء حدوث تصعيد جيوسياسي كبير يؤدي إلى انقطاع كبير في الإمدادات – وهو أمر لا يمكن أستبعاده – فمن غير المرجح أن تصل أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل في عام 2024 مع ارتفاع إنتاج وصادرات النفط الأمريكية بشكل أسرع وأعلى من المتوقع، ومعنويات السوق بشأن الطلب متشائمة. وخاصة في النصف الأول من عام 2024.

ومع التخفيضات المعلنة الأخيرة للربع الأول من عام 2024، يحاول تحالف أوبك+ الحفاظ على سيطرة مشددة على إمدادات النفط العالمية. ولكن المجموعة تواجه إنتاجًا قياسيًا من النفط الأمريكي وزيادة الإمدادات من المنتجين الآخرين من خارج أوبك +، بما في ذلك البرازيل وغيانا وكندا والنرويج. وتمت دعوة البرازيل لتكون جزءًا من أوبك + بدءًا من يناير 2024، لكنها قالت بالفعل بإنها لن تشارك في أي تخفيضات في الإنتاج.

وبشكل عام تحاول أوبك+ الحفاظ على حد أدنى لأسعار النفط (على حساب حصتها في السوق)، لكنها قد لا تنجح في دعم الأسعار أكثر من اللازم. ويضيف المحللون بإن هذا صحيح بشكل خاص إذا فشلت المجموعة في تمديد التخفيضات إلى ما بعد مارس 2024. ومن جانبه قال ستايسي موريس، رئيس أبحاث الطاقة في VettaFi، لـ MarketWatch، بإن تخفيضات الإنتاج التي قامت بها المجموعة “تساعد في الدفاع عن الحد الأدنى لأسعار النفط، ولكن المزيد من التخفيضات تعني المزيد من الطاقة الفائضة”. وأضاف المحلل بالقول: “يمكن القول بإن هذه الديناميكية تضع غطاءً على الاتجاه الصعودي لأسعار النفط”. ومن جانبه كتب وارن باترسون، محلل السلع في بنك ING ، في مذكرة في وقت سابق من الشهر الماضى بأنه “بالنظر إلى حجم التخفيضات التي نشهدها، فإن أوبك تجلس على قدر كبير من الطاقة الفائضة”.

وتمتلك أوبك، بما في ذلك إيران، طاقة فائضة تبلغ نحو 5.5 مليون برميل يوميا، وفقا لبنك آي.إن.جي. وأضاف محل البنك بالقول “هذه القدرة الفائضة يجب أن توفر أيضا بعض الراحة للأسواق بالنظر إلى أنه إذا رأينا قوة كبيرة في الأسعار، ويتوقع المرء أن تبدأ هذه القدرة في العودة إلى السوق”.

وأشار إلى أنه على أي حال، فإن إدارة سوق النفط من قبل أوبك + ستكون أساسية في تحديد الاتجاه الذي ستتجه إليه الأسعار العام 2024.

وعموما يتوقع بنك ING أن يتم تداول خام برنت عند أدنى مستويات 80 دولارًا في أوائل العام 2024، بينما يتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 91 دولارًا للبرميل خلال النصف الثاني من عام 2024، عندما يعود السوق إلى العجز. ومع ذلك، فإن العرض من خارج أوبك+ ينمو بوتيرة أسرع مما كان متوقعا في السابق، بقيادة إنتاج قياسي من النفط الخام الأمريكي، والذي أستمر في الارتفاع على الرغم من ثبات أو انخفاض عدد منصات الحفر مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.

ومن جانبه قال روبرت ياوجر، المدير التنفيذي لعقود الطاقة الآجلة في شركة ميزوهو للأوراق المالية بالولايات المتحدة الأمريكية، ل MarketWatch، بإن الولايات المتحدة هي “الآن المنتج العالمي المتأرجح، وليس المملكة العربية السعودية، وخاصة روسيا”.

ومن جانبها قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري هذا العام بإن الولايات المتحدة الامريكية تسير الآن على الطريق الصحيح لتحقيق زيادة في الإمدادات قدرها 1.4 مليون برميل يوميا في 2023، وهو ما يمثل ثلثي نمو الإنتاج من خارج أوبك+ البالغ 2.2 إلى 4 مليون برميل يوميا هذا العام. وأضافت الوكالة بأنه في الوقت نفسه، من المتوقع أن ينخفض إنتاج أوبك+ بمقدار 400 ألف برميل يوميا، مما سيقلص حصتها السوقية إلى 51% في عام 2023 – وهو أدنى مستوى منذ إنشاء الكتلة في عام 2016.

ومن جانبه قال بول سانكي من شركة سانكي للأبحاث لشبكة CNBC بعد اجتماع أوبك + الأخير في نهاية نوفمبر الماضى، بإن إنتاج النفط الأمريكي المرتفع يمثل “مشكلة كبيرة” لأوبك +. وأضاف بإن الحل بالنسبة للمملكة العربية السعودية قد يكون مجرد التخلص من الإنتاج المرتفع من خارج أوبك + عن طريق إغراق السوق بالنفط الخام وبالتالي انخفاض أسعار النفط إلى مستويات أقل من عتبة الربحية الأمريكية. ومن جانبه قال ماكس لايتون، رئيس أبحاث السلع العالمية في سيتي جروب، لتلفزيون بلومبرج ، بإنه إذا قامت أوبك + بإلغاء التخفيضات بعد مارس 2024، فقد تنهار أسعار النفط الخام بنسبة 30٪ إلى 50٪ إذا تم تشغيل معظم الطاقة الفائضة. وأضاف: “يمكنهم تحقيق التوازن في هذا السوق والحفاظ على هذه الأسعار عند 70 إلى 80 دولارًا إذا عملوا جميعًا معًا”.

وإذا واصل منتجو أوبك + العمل معًا وعدم اختيار إغراق السوق بالنفط لطرد المنافسة الأمريكية التي تأكل حصتهم في السوق، فقد يضطرون إلى مواصلة الرقابة الصارمة على العرض خلال السنوات القليلة المقبلة، وفقًا لمجموعة Rapidan Energy Group.

هذا الشارت من منصة tradingview