التحليل الفنى لزوج اليورو مقابل الدولار الامريكى: وأسبوع تداول مصيرى

سجل سعر صرف اليورو مقابل الدولار الامريكى (EUR/USD) أول مكاسبه الأسبوعية في خمسة أسابيع وذلك بعد أن جاءت أرقام الوظائف الأمريكية مخيبة للآمال وعززت رهانات خفض أسعار الفائدة من قِبَل بنك الاحتياطي الفيدرالي. وعلى أثر ذلك فقد أنخفض مؤشر الدولار الامريكى – وهو مقياس لأداء الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات الرئيسية الاخرى – بعد أن أظهرت الأرقام الرسمية أن الولايات المتحدة الامريكية أضافت 12 ألف وظيفة فقط في أكتوبر، وهو ما كان أقل بكثير من التوقعات الإجماعية التي كانت تشير إلى 113 ألف وظيفة، كما انخفض بشكل حاد عن 223 ألف وظيفة في سبتمبر.

وحسب تداولات سوق العملات الفوركس… فقد أرتفع اليورو مقابل الدولار الامريكى إلى 1.0905 قبل أن يتراجع إلى 1.0870، مما رفع مكاسب الأسبوع إلى 0.72%.

هذا الشارت من منصة tradingview

وكانت الاسواق المالية تتوقع دائمًا تباطؤًا في أكتوبر بسبب الأعاصير التي ضربت الولايات الجنوبية. وربما اختار الدولار الامريكى تجاهل هذا التباطؤ لولا بعض التخفيضات الكبيرة في رواتب أغسطس وسبتمبر إلى 78 ألفًا و223 ألفًا على التوالي، من 159 ألفًا و254 ألفًا.

وعليه فإن التخفيضات في البيانات السابقة هي حيث تكمن القصة الحقيقية، حيث تُظهر هذه البيانات اتجاهًا لنتائج أضعف من التوقعات والتي من شأنها أن تعزز التوقعات لمزيد من خفض أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي. وحسب خبراء الاقتصاد الأميركي في بانثيون ماكرو إيكونوميكس”كما هي الحال، كان متوسط الأشهر الستة في سبتمبر – قبل هجمات بوينج والأعاصير – 148 ألفًا فقط، بأنخفاض حوالي 100 ألف عن الأشهر الستة السابقة. ولن يكون من المستغرب أن يتم تعديل هذا الرقم إلى أقل قليلاً أيضًا، نظرًا للنمط الواضح من المراجعات الهبوطية مؤخرًا،”.

وأضاف الخبراء بإن المزيد من التباطؤ في الاتجاه يبدو محتملًا، نظرًا لأن نوايا التوظيف لدى الشركات الامريكية الصغيرة لا تزال منخفضة، والشركات الكبيرة لا تزال تواجه ارتفاعًا في تكاليف الاقتراض مع نضوج سندات الشركات منخفضة الفائدة، وانخفضت فرص العمل في قطاعي الصحة والتعليم. ومن جانبه يقول كنوت ماجنوسن من DNB Markets بإن المراجعة السلبية الكبيرة لنمو إجمالي الرواتب في أغسطس وسبتمبر تشير إلى أن الاتجاه الأخير في التوظيف أضعف مما ظهر في قراءة سبتمبر قبل شهر واحد. وأضاف بالقول: “نتوقع أن يتجاهل بنك الاحتياطي الفيدرالي الضوضاء ويستمر في خفض سعر الفائدة الامريكية على الأموال الفيدرالية بمقدار 25 نقطة أساس هذا الأسبوع. وكان قد انخفض العائد على السندات لأجل 10 سنوات بنحو 5 نقاط أساس بعد الإصدار، والآن تم تسعير خفض 25 نقطة أساس بالكامل من قبل الأسواق”.

وحسب سوق العملات الفوركس. فقد أرتفعت أسعار صرف الدولار الامريكى خلال شهر أكتوبر استجابة لسلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي تفوق الإجماع والتي شهدت انخفاضًا حادًا في رهانات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. وعليه فقد تضع هذه الأرقام حدًا لهذه التجارة، مما قد يدعم زوج اليورو/الدولار الأمريكي.

ومع ذلك، يحذر الدكتور توماس جيتزل، كبير خبراء الاقتصاد في بنك في بي، من أننا لا نشهد بأي حال من الأحوال انهيارًا في سوق العمل الأمريكية. ويوضح قائلاً: “إذا استثنينا التأثيرات لمرة واحدة، فإن نمو العمالة يظل قويًا. وعلى الرغم من الزيادة الضعيفة في العمالة، فلا تزال هناك علامات واضحة على الضعف. يعكس سوق العمل الأداء القوي للاقتصاد الأمريكي. وعلى الرغم من رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، فلا توجد علامات على تباطؤ اقتصادي”.

وفيما يتعلق بخفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع ، يقول بإن هذه الخطوة كانت دائمًا “ثابتة”. ويضيف بالقول: “إن نطاق أسعار الفائدة أعلى بكثير من معدل التضخم الحالي، لذا فهناك مجال للتيسير النقدي بغض النظر عن تطورات سوق العمل. وبالتالي فإن الاقتصاد السليم وسوق العمل القوية لهما آثار متوسطة الأجل وليس قصيرة الأجل. وحتى إذا استمرت تخفيضات أسعار الفائدة العام المقبل، فمن غير المرجح أن تعود أسعار الفائدة الرئيسية إلى مستويات ما قبل فيروس كورونا في الوقت الحالي”.

والحدث الرئيسي القادم للدولار الامريكى سيكون الانتخابات الأمريكية هذا الأسبوع ، حيث يقول المحللون بإن فوز دونالد ترامب يمكن أن يعزز الدولار. وإذا فاز حزبه الجمهوري بالكونجرس، فقد تتفاقم هذه الخطوة. وفي غضون ذلك، يتفق خبراء الاقتصاد على أن الدولار الامريكى سوف ينخفض بشكل حاد في حالة فوز كامالا هاريس، وهو ما من شأنه أن يمحو علاوة “تجارة ترامب” الأخيرة التي تراكمت في أسواق العملات.

توقعات اليورو دولار اليوم:

اتوقع أن يظل سعر اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD فى نطاقه الحالى مع ميله الهبوطى لحين رد الفعل على الاعلان عن البيانات والاحداث الامريكية المصيرية هذا الاسبوع بقيادة نتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية ثم أعلان البنك المركزى الامريكى عن تحديث قرارات سياسته النقدية. الميل لزوج اليورو دولار سيظل هبوطيا ما دام قريبا من مستوى الدعم 1.0800 . ولن يحدث كسر أولى للاتجاه الهبوطى بدون التحرك أعلى المقاومة النفسية 1.10000 .