الحدث البريطانى الاهم اليوم أبقاء بنك إنجلترا على سعر الفائدة القياسي عند 4.75% خلال اجتماعه في ديسمبر 2024، بما يتماشى مع توقعات السوق،
حيث ارتفع تضخم أسعار المستهلك ونمو الأجور وبعض مؤشرات توقعات التضخم، مما أضاف إلى خطر استمرار التضخم. ومع ذلك، فضل ثلاثة من صناع السياسات خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.5% على خلفية تباطؤ الطلب وضعف سوق العمل. وفى نفس الوقت فقد أكد البنك المركزي البريطانى على أن النهج التدريجي لإزالة قيود السياسة النقدية لا يزال مناسبًا وأن السياسة النقدية ستحتاج إلى الاستمرار في التقييد لفترة كافية حتى تتبدد مخاطر عودة التضخم بشكل مستدام إلى هدف 2% في الأمد المتوسط. وسيواصل البنك المركزي تحديد الدرجة المناسبة من تقييد السياسة النقدية في كل اجتماع.
مستقبل الفائدة البريطانية خلال العام 2025
فيما يتعلق بقرار البنك المركزى البريطانى بالإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير عند 4.75%، كانت توقعات السوق التي أشارت إليها مقايضات المؤشرات بين عشية وضحاها أكثر بقليل من تخفيضين آخرين لأسعار الفائدة في عام 2025. وهذا يعني تباطؤًا وشيكًا في وتيرة التخفيضات ربع السنوية المريحة للبنك حتى الآن. وفي الخامس من ديسمبر، صرح محافظ بنك أنجلترا أندرو بيلي بإنه يعتقد أنه من المناسب إجراء أربع تخفيضات بمقدار 25 نقطة أساس في عام 2025. وبالتالي، ربما كان بيلي ليوافق على قرار ثلاثة أعضاء من لجنة السياسة النقدية المكونة من تسعة أعضاء بالانشقاق والتصويت لصالح التخفيض.
وحسب خبراء الاسواق: “نحن نفسر هذا الانقسام الأكبر في التصويت كإشارة إلى السوق بأن لجنة السياسة النقدية تدعو إلى وتيرة أسرع من التخفيضات مقارنة بالسعر الحالي”.
وحسب المعلن اليوم فقد أنشق دينغرا ورامسدين والوافد الجديد تايلور عن الصف ليصوتوا لصالح خفض أسعار الفائدة على الفور. وحسب المحللون : “فإن معارضة رامسدين جديرة بالملاحظة: بعد أن دفع بأتجاه التخفيض الأول بالفعل في اجتماع مايو، فإن تحوله يشير إلى أن لجنة السياسة النقدية تدعو إلى تخفيضات أسرع من السعر الحالي للسوق”.
ومن جانبه يضيف رابوبانك بإن مسار أقل مقاومة لا يزال قائما للتخفيضات الفصلية. مع تفضيل ثلاثة أعضاء بالفعل للتخفيضات، ويحتاج اثنان فقط إلى تبديل الجانبين في فبراير لتحديد الخطوة التالية. ويتوقع البنك أن يتم التخفيض الأول لعام 2025 في ذلك الوقت. وكان قد خفض خبراء الاقتصاد في البنك المركزى البريطانى توقعات النمو ويتوقعون الآن نموًا صفريًا للناتج المحلي الإجمالي في الربع الرابع من عام 2024، وهو أضعف من 0.3٪ المدرجة في تقرير نوفمبر. وعليه فإن المخاوف من تدهور التوقعات الاقتصادية، فضلاً عن أدلة المسح التي تشير إلى أن سوق العمل تشهد خسائر في الوظائف، ستدفع أي قرار لتسريع وتيرة خفض البنك للفائدة.
ومن جانبه يعتقد سانجاي راجا، الخبير الاقتصادي في بريطانيا لدى دويتشه بنك، بأنه سيكون هناك أربع تخفيضات في أسعار الفائدة في عام 2025، لكن الوتيرة الفصلية للتخفيضات، كما هو مفضل حاليًا، لن يتم الالتزام بها. ويوضح بالقول: “نستمر في رؤية أربع تخفيضات في أسعار الفائدة العام 2025، لكننا نتوقع الآن دورة أكثر تأخرًا في عام 2025. ونتوقع أن تقدم لجنة السياسة النقدية ثلاث تخفيضات في أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في النصف الثاني من العام المقبل”.
وبشكل عام فإن البداية البطيئة لعام 2025 تتوافق مع البيان الصادر عن لجنة السياسة النقدية بأن “التطورات الأخيرة أضافت إلى الحجة لصالح أتباع نهج تدريجي لسحب القيود السياسية مع تجنب أي التزام بتغيير السياسة في اجتماع محدد”. وبحلول النصف الثاني من العام 2025، سوف يشعر البنك المركزى البريطانى بمزيد من الارتياح في تسريع وتيرة النمو، حيث يتوقع دويتشه بنك أن يتجاوز معدل البطالة فى بريطانيا حاجز ال 4/5%، وأن تنخفض تسويات الأجور إلى مستويات متسقة مع الهدف، وأن يستأنف التضخم في قطاع الخدمات أتجاهه الهبوطي الأكثر قوة.