هل يفقد أرتفاع أسعار الذهب والنحاس زخمه ؟

أصيب سوق المعادن بخيبة أمل إزاء فشل أكبر مخطط اقتصادي في الصين في تقديم أي تدابير تحفيزية محددة أخرى. وعليه فقد تعرضت أسعار الذهب والنحاس لضربة فى منتصف تداولات هذا الاسبوع، والارتفاع الأخير في أسعار هذين المعدنين معرض لخطر التلاشي في الأسابيع المقبلة، وفقًا للمحللين. وفى هذا الصدد قال إيوا مانثي ووارن باترسون، محلل أسواق السلع الأساسية في مجموعة ING في مذكرة: “انخفضت أسعار المعادن الصناعية مع خيبة الأمل بشأن الصين مما أثار تحركًا بعيدًا عن المخاطرة”. ويستمر الوضع الاقتصادي في الصين في إثارة المخاوف بشأن مسار التعافي في بكين. وكان قد ظل الطلب على السلع الأساسية الرئيسية مثل النفط الخام والذهب والمعادن الأساسية ضعيفًا، مما أثر على معنويات المستثمرين في جميع أنحاء العالم.

تعد الصين أكبر مستهلك للمعادن الأساسية والذهب في العالم.

حسب منصات شركات تداول الذهب… سعر الذهب يهبط بفعل تقلص الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأميركية. حيث أنخفضت أسعار الذهب منذ الأسبوع الماضي بعد أن خففت البيانات الاقتصادية الإيجابية من الولايات المتحدة الامريكية من توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعاته السياسية المقبلة. وحسب نتائج المفكرة الاقتصادية… فقد أظهر تقرير سوق العمل الأمريكية زيادة أقوى بكثير من المتوقع في الوظائف التي تم إنشاؤها في سبتمبر/أيلول. وبالإضافة إلى ذلك، انخفض معدل البطالة في البلاد وارتفع متوسط الأجر بالساعة بشكل حاد. وعليه ووفقا لعقود آجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي، يتوقع المشاركون في السوق الآن خفض أسعار الفائدة الامريكية بمقدار 25 نقطة أساس فقط في كل من نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول.

وتعليقا على ذلك قال كارستن فريتش، محلل أسواق السلع الأساسية في كوميرز بنك إيه جي، في تقرير: هذا أقل بمقدار 25 نقطة أساس من المتوقع في السابق بحلول نهاية العام ويتوافق مع توقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي وخبراء الاقتصاد لدينا.

انخفاض حدود الطلب على الملاذ الآمن في أسعار الذهب

وأضاف المحلل بإن حقيقة عدم تصحيح أسعار الذهب بشكل حاد بعد البيانات الاقتصادية القوية في الأسابيع الأخيرة ترجع إلى الصراع المستمر في الشرق الأوسط، والذي يحفز الطلب على الملاذ الآمن. “وبالتالي، فإن الذهب يتجه حالياً في اتجاهات مختلفة بفعل عوامل متعارضة”. وفي الوقت نفسه، أعلن البنك المركزي الصيني عن احتياطيات من الذهب ثابتة عند 72.8 مليون أوقية في نهاية سبتمبر/أيلول. وهذا يعني أن البنك لم يشتر الذهب لمدة خمسة أشهر متتالية. وعلاوة على ذلك، لم تعلن لجنة التنمية والإصلاح الوطنية الصينية في إفادة صحفية لها صباح الثلاثاء عن أي تدابير محددة أخرى.

وقالت بكين أيضا بإنها واثقة من تحقيق أهدافها الاقتصادية هذا العام ووعدت بدعم النمو بشكل أكبر، على الرغم من أنها امتنعت عن إطلاق المزيد من التدابير الرئيسية.

ووفقاً لتوقعات محللى الذهب، فإن أسعار الذهب لديها دعم فني عند مستوى 2600 دولار للأوقية. وإذا انخفضت الأسعار عن هذا المستوى، فإن الدعم التالي سيكون عند حوالي 2560 دولاراً، وقد يمتد الانخفاض التصحيحي إلى مستوى الدعم التالي ذي الصلة بالقرب من منطقة 2535-2530 دولاراً في طريقه إلى المستوى النفسي 2500 دولار للاوقية. وكان عقد الذهب الأكثر نشاطًا في بورصة كومكس 2665.60 دولارًا للأوقية، دون تغيير في الغالب عن الإغلاق السابق. وبلغ السعر أدنى مستوى له في أكثر من أسبوع عند 2647.55 دولارًا للأوقية في وقت سابق من يوم الثلاثاء مع توقف الارتفاع الأخير في أسعار المعدن الأصفر.

أنتهى ارتفاع أسعار النحاس

تمتع سوق المعادن الأساسية بارتفاع قصير فى قبل منتصف تداولات هذا الاسبوع. وكان الارتفاع مدفوعًا في الغالب بتوقعات بمزيد من التحفيز من الصين. ونظرًا لأن المخطط الاقتصادي الأعلى في الصين لم يقدم أي تعهدات جديدة، فقد انخفضت أسعار النحاس بشكل حاد. حيث أنخفض سعر النحاس، والذي ارتفع بنحو 15٪ منذ بداية سبتمبر، وكان يتداول فوق 10000 دولار للطن الأسبوع الماضي، إلى 9700 دولار للطن يوم الثلاثاء. وتعليقا على ذلك قال محللون من كومرتس بنك:كان هذا بمثابة صحوة قاسية ويظهر مرة أخرى مدى رقة الهواء بعد الارتفاع الأخير. وينتظر المحللون الآن مزيدًا من التفاصيل من وزارة المالية. وكلما طال انتظارهم، كلما زادت احتمالات انخفاض أسعار المعادن. وفي الشهر الماضي، قدمت بكين مجموعة من حزم التحفيز، بما في ذلك خفض أسعار الفائدة والدعم المستهدف لقطاع العقارات، مما أدى إلى تعزيز أسعار النحاس.

وفي وقت كتابة هذا التقرير، بلغ عقد النحاس لمدة ثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن 9792 دولارًا للطن، بأنخفاض بنسبة 1.4٪ عن الإغلاق السابق.