أداء الباوند فى سوق العملات الفوركس مؤخرا كان مميزا بين العملات الرئيسية الاخرى وخاصة أمام الدولار الامريكى حيث تفادت بريطانيا نسبيا التعريفات الجمركية الامريكية وعليه فقد نجح الثيران فى الدفع بزوج العملات الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD الى مستوى المقاومة 1.3015 الاعلى لزوج العملات منذ أربعة أشهر ويقترب من أغلاق تداولات شهر مارس مستقرا حول مستوى 1.2950 . مما يؤكد على أمكانية تحرك الجنيه الاسترلينى أيجابيا فى الايام المقبلة.
مسار الاقتصاد البريطانى والتأثير على سعر الاسترلينى.
الرسم البيانى المباشر لزوج الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى
لا يزال المسار الاقتصادي البريطانى على المدى القريب داعمًا، ولكن رياحًا معاكسة كبيرة تلوح في الأفق بشأن ميزانية الخريف. وبشكل عام ينتظر الأسر والشركات والجنيه الإسترليني في بريطانيا صيفًا متوترًا، حيث تشير جميع المؤشرات إلى زيادات ضريبية إضافية في الخريف. حيث لا تملك وزيرة الخزانة البريطانية سوى هامش محدود للغاية لتحقيق أهدافها المالية، وذلك بعد بيان الربيع الاسبوع الماضى والذي أعلنت فيه عن تدابير وتوقعات تعيدها إلى ما كانت عليه في ميزانية أكتوبر، أي 9.9 مليار جنيه إسترليني. وكانت قد أعلنت راشيل ريفز عن تخفيضات بقيمة 4.8 مليار جنيه إسترليني في مدفوعات الرعاية الاجتماعية، و3.6 مليار جنيه إسترليني في الإنفاق الحكومي. ولكن خبراء الاقتصاد يتجمعون بالفعل ليقولوا بإن هامش الـ 9.9 مليار جنيه إسترليني ضئيل للغاية، لدرجة أنها ستعود قريبًا إلى زيادة الضرائب وخفض الإنفاق بشكل أكبر.
وتعليقا على ذلك يقول بنك آر بي سي كابيتال ماركتس: “هذا لا يزال يجعل خططها عرضة لأحداث خارجة عن سيطرتها، ومن المرجح أن يمتد عدم اليقين بشأن السياسة المالية إلى الحدث المالي التالي في الخريف”. وأضاف بالقول “أصبحت الزيادات الضريبية الإضافية أمرًا لا مفر منه. والنتيجة الحتمية هي أن الحكومة قد تضطر في مرحلة ما إلى الإخلال بوعودها الانتخابية وزيادة الضرائب على الأسر”.
وسيُثير التهديد بفرض المزيد من الضرائب حالة من عدم اليقين بين الشركات والمستهلكين، مما سيساهم في خلق حلقات من ردود الفعل السلبية على الاقتصاد البريطانى. وبعد فوز حزب العمال في يوليو، شرع رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر وريفز فورًا في التحذير من ضرورة زيادة الضرائب. وكانت قد تسببت هذه التحذيرات القاتمة في أنهيار الثقة وتراجع فوري في النمو الاقتصادي.
وبشكل عام قد تشهد الأشهر المقبلة المزيد من هذا الوضع، حيث تُجهّز الشركات والأسر أبوابها تحسبًا لمزيد من المعاناة، وهو أمرٌ غير بنّاء بالنسبة للجنيه الإسترليني.
نصائح تداول:
التوقعات للجنيه الاسترلينى فى المستقبل
يحافظ بنك أوف أمريكا على موقفه المتفائل بشأن الجنيه الإسترليني، ولكنه يُحذر من أنه ليس بنفس قوة الاقتناع التي كان عليها سابقًا. ومن جانبه غولدمان ساكس يُخفّض توقعاته للجنيه الإسترليني مقابل اليورو. وسيكون كل تركيز أداء الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى هذا الاسبوع على رد الفعل على الاعلان عن أرقام الوظائف الامريكية والتى ستؤثر بقوة وبشكل مباشر على مستقبل سياسات البنك المركزى الامريكى وخاصة فى ظل سياسات ترامب التى تهدد مستقبل الانتعاش الاقتصادى العالمى وتزيد من معدلات التضخم.
وسيتابع متداولون الاسواق المالية العالمية عن كثب تقرير الوظائف الامريكية لشهر مارس، والذي سيقدم رؤىً حول سوق العمل في ظل تسريحات موظفي DOGE والتعريفات الجمركية الجديدة المفروضة. ومن المتوقع أن يكون الاقتصاد الأمريكي قد أضاف ما مجموعه 128 ألف وظيفة، بأنخفاض عن 151 ألف وظيفة في فبراير، بينما من المتوقع أن يرتفع معدل البطالة فى البلاد قليلاً إلى 4.2%. ومن المرجح أن يظل نمو الأجور ثابتًا عند 0.3%. كما ستُركز الأنظار على مؤشرات سوق العمل الامريكية الرئيسية الأخرى، بما في ذلك فرص العمل المتاحة في JOLTS، وتغيرات التوظيف في ADP، وتخفيضات الوظائف في Challenger. وإلى جانب بيانات الوظائف، سيتجه الاهتمام إلى مؤشرات مديري المشتريات ISM، والتي تقدم لمحة عامة عن أداء القطاع الخاص. ومن المتوقع أن يُظهر قطاع التصنيع نموًا شبه ثابت، في حين قد يكون نشاط الخدمات قد تباطأ.
التوقعات الفنية الاسبوعية لزوج الاسترلينى/ الدولار الامريكى:
عزيزى القارىء وحسب التداولات على المدى القريب أرتفع سعر الزوج الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD الآن ليتداول فوق المتوسط المتحرك لـ 100 ساعة ببضعة مستويات. ونتيجة لذلك، يقترب زوج العملات الباوند/ الدولار الامريكى من دخول منطقة ذروة الشراء على مؤشر القوة النسبية لـ 14 ساعة. ولذلك، سيسعى المضاربون على الارتفاع – الثيران- إلى تمديد المكاسب الحالية نحو المقاومة 1.2985 أو أعلى وصولاً إلى المقاومة 1.3030. وفى المقابل، سيسعى المضاربون على الانخفاض – الدببة- إلى الاستفادة من التصحيح لاسفل عند حوالي الدعم 1.2920 أو أقل عند الدعم 1.2878.
وعلى المدى البعيد وحسب الاداء على الرسم البياني اليومي، يتداول زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي GBP/USD داخل قناة صاعدة. ومع ذلك، فقد تراجع مؤشر القوة النسبية لـ 14 يومًا مؤخرًا لتجنب الارتفاع إلى حالة تشبع شراء. ولذلك، سيسعى المضاربون على الانخفاض- الدببة- إلى تمديد التراجع الحالي نحو مستوى الدعم 1.2755 أو أقل إلى الدعم 1.2500. وفى المقابل وعلى نفس الفترة الزمنية سيسعى المضاربون على الارتفاع – الثيران- إلى الاستفادة من التصحيح الصعودى الاخير للتحرك صوب مستويات المقاومة 1.3175 ثم الى المقاومة 1.3400 على التوالى.