قبيل أنتهاء تداولات شهر أكتوبر. انخفض الجنيه الإسترليني والسندات البريطانية مع رفض الأسواق المالية لأول ميزانية للمستشارة البريطانية راشيل ريفز. وكانت قد قالت ريفز بإن حكومة حزب العمال الجديدة ستضيف ما لا يقل عن 142 مليار جنيه إسترليني في شكل اقتراض إضافي إلى كومة الديون الضخمة بالفعل في البلاد على مدى السنوات الخمس المقبلة. ومع ذلك، لم يكن هذا كافياً لتلبية الزيادة المخطط لها في الإنفاق الحكومي بمقدار 70 مليار جنيه إسترليني سنويًا على مدى السنوات الخمس المقبلة، وأعلنت ريفز عن زيادة كبيرة في الضرائب بمقدار 40 مليار جنيه إسترليني لمرافقة موجة الاقتراض. وعليه لا يزال سعر الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD فى مساره الهبوطى مستقرا دون المستوى النفسى 1.3000 .
يذهب ثلثا النفقات المتزايدة إلى الإنفاق البريطانى اليومي، بينما يذهب الثلث إلى الاستثمارات. وغيرت ريفز القواعد المالية التي تحكم خطط الإنفاق والاقتراض الحكومية لتمنح نفسها مساحة أكبر لزيادة الدين العام. وكان قلق المستثمرين واضحا مع انخفاض الجنيه الإسترليني وبيع السندات: وحسب التداولات فقد أنخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل اليورو بنسبة 0.72٪ في اليوم ليغلق عند 1.1937، وانخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بنسبة نصف في المائة عند 1.2961.
وكان المستثمرون ليرحبوا بالخطط إذا أعتقدوا أن هذا الإنفاق المتزايد من شأنه أن يؤدي إلى نمو أقوى. ومع ذلك، تظهر التوقعات الجديدة من مكتب مسؤولية الميزانية المستقل أن الاقتصاد البريطانى سيشهد في الواقع مستويات نمو أضعف في السنوات القادمة مما كان متوقعا في السابق. ويمثل هذا عائدا ضعيفا بشكل لا يصدق لدافعي الضرائب في المملكة المتحدة والمستثمرين الدوليين الذين يعتمد الجنيه الإسترليني على ثقتهم.
وعليه فإن الجمع بين أرتفاع الاقتراض وضعف النمو يساعد في تفسير رد فعل السوق السلبي الذي شمل انخفاض الجنيه الإسترليني وارتفاع عائدات السندات. وكما هو معلوم فأن ارتفاع عائدات السندات البريطانية يدعم الجنيه الإسترليني عادة. ففى عام 2022 ومع أعلان ليز تروس أيضًا للميزانية فأن هناك سببًا للقلق عندما تنفصل عائدات السندات والجنيه الإسترليني وتتجه في اتجاهات متعاكسة.
وكان توتر المستثمرين واضحًا في ارتفاع العائدات التي تقدمها سندات الحكومة البريطانية، مما أدى بدوره إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض والرهن العقاري. وسيصبح أقتراض المملكة المتحدة الآن أعلى بنحو 30 مليار جنيه إسترليني سنويًا على مدى السنوات الخمس المقبلة مما كان عليه الحال قبل ميزانية حزب العمال. والاقتراض للاستثمار مفيد عادة للنمو لأنه يمكن أن يعزز الإنتاجية. ومع ذلك، يبدو أن الأسواق المالية تشعر بالقلق من أن الكثير من هذا الاقتراض الإضافي سوف يغرق في هيئات حكومية جديدة تثبت ببساطة عدم كفاءتها وتبتلع رأس المال دون تعزيز النمو.
أسباب ضعف أداء الجنيه الاسترلينى مؤخرا:
تزامن تخلى الجنيه الاسترلينى عن الكثير من مكاسبه حيث قلل المتداولون من توقعاتهم لخفض أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا والرد على أول ميزانية لحكومة حزب العمال. حيث قدمت المستشارة البريطانية راشيل ريفز 40 مليار جنيه إسترليني في زيادات ضريبية لتعزيز الخدمات العامة ومعالجة فجوة مالية بقيمة 22 مليار جنيه إسترليني موروثة من الحكومة السابقة. وتشمل التدابير الرئيسية زيادة بنسبة 1.2 نقطة مئوية في التأمين الوطني لأصحاب العمل وزيادة ضريبة مكاسب رأس المال. تقدر هيئة مسؤولية الميزانية أن التدابير الجديدة ستزيد التضخم بمقدار 0.4 نقطة مئوية عند ذروة تأثيرها في عام 2026. وتتوقع أن يبلغ متوسط التضخم 2.5٪ في عام 2024، ويرتفع إلى 2.6٪ في عام 2025.
وتم تعديل توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي البريطانى إلى 1.1٪ لعام 2024 و 2٪ لعام 2025، أرتفاعًا من التوقعات السابقة البالغة 0.8٪ و 1.9٪ في ظل حكومة المحافظين آنذاك. ومن المتوقع أن يخفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع الاول من شهر نوفمبر، في ظل عدم اليقين بشأن قرار ديسمبر.
التوقعات الفنية الشهرية لزوج الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى:
على المدى القريب يحاول سعر الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD الاستقرار أعلى المقاومة 1.3000 لايجاد أرضية للارتداد لاعلى من جديد ولكن عوامل مكاسبه لا تزال ضعيفة وفرص الدولار الامريكى لتحقيق المزيد أقوى وعليه فأتوقع أستمرار الضغط الهبوطى على أداء زوج العملات الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD وعلى تلك الفترة الزمنية سيظل الدعم 1.2920 مفتاح المزيد من الزخم الهبوطى.
وعلى المدى البعيد وحسب الاداء على شارت اليومى أدناه زوج العملات الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD مرشح للانهيار صوب مستوى الدعم 1.2660 فى حال أستقر الدببة بزوج العملات أسفل الدعم 1.2800 . وفى المقابل وعلى تلك الفترة الزمنية سيظل مستوى المقاومة 1.3150 الاهم لبدء تحرك هام للثيران. تداولات شهر نوفمبر هامة ومصيرية لزوج العملات الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى فيما تبقى من العام 2024 وكذلك تداولات العام 2025 حيث ستكون الانظار على نتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية والتى ستحدد مصير مكاسب الدولار الامريكى خلال أربعة أعوام قادمة.
هذا الشارت من منصة tradingview