الجمعة , مارس 29 2024
إبدأ التداول الآن !

المؤشرات والحركة السعرية

من دون شك، إن الأغلبية العظمى من المتداولين قبل الانتقال الى الحركة السعرية، يقولون بأنهم بدأوا مع المؤشرات مثل المعدلات المتحركة و ستوشاستيكس و MACD و أشرطة بولينجر و غيرها من المؤشرات.

قائمة الأنظمة و الطرق التي نمر بها مع المؤشرات لا تنتهي. يمكن ان ترى في كل منتدى خاص بفوركس عدد من المتداولين الجدد يتسلقون في مواضيع “أنظمة فوركس” بحثاً عن آخر المؤشرات و الـ EA لأن الناس يقومون بإختراع أنظمة مؤشرات في كل فرصة ممكنة (ليست بالضرورة أنظمة مربحة).

السبب الذي يجعل المؤشرات مشهورة هو أنها تغذي إعتقاد المتداول الجديد بأن المؤشرات تستطيع المساعدة في التنبئ بإتجاه الأسعار. لفهم المؤشرات بطريقة صحيحة، يحتاج المتداولين أن يفهموا كيف تبنى المؤشرات و كيف تتنبأ بالمعلومات. 99% من جميع المؤشرات تبنى باستخدام معلومات الأسعار القديمة لإنتاج مؤشر متأخر. على سبيل المثال، المعدل المتحرك يبنى باستخدام الأسعار القديمة لصنع خط متحرك يمكن للمتداولين استخدامه بعدة طرق.

المشكلة الرئيسية مع المؤشرات هو أنها تكون دائماً متأخرة و يستخدم المتداولين المعلومات السابقة لإرشادهم. بعبارة أخرى، هم يستخدمون معلومات متأخرة للقيام بتداولات حية.

الفرق الرئيسي بين المؤشرات و الحركة السعرية هو أنه مع المؤشرات تقوم باستخدام معلومات الحركة السعرية المتأخرة لمحاولة التنبؤ بالمستقبل، و لكن معها، فإنك تقوم بالتداول بشكل مستمر بالسعر الخام و الحي كما هو على الرسم البياني.

هل حان الوقت للتخلي عن المؤشرات والتحول إلى الحركة السعرية؟

غالباً ما يفكر المتداول “بما أن مؤشر واحد ساعدني على تحقيق تداول رابح، فإن مؤشرين من المؤكد أن يساعداني في تنبئ الحركة السعرية بشكل أفضل”. و بعد ذلك عندما لا يحصل على المساعدة من مؤشرين، فإن 3 مؤشرات بالتأكيد سوف تكون افضل، و هكذا.. و لكن المشكلة هي أنه مثل الكثير من الأمور في التداول، الأمر لا يعمل بهذه الطريقة كما سوف أبين تالياً. الإنسان في حياته اليومية مبرج على التفكير بأن اي شيء مجدي لا يمكن أن يكون بسيطاً، و المتداول الجديد ينفق غالباً الكثير من الوقت في محاولة تعقيد التداول من خلال إضافة المؤشرات المبهرة إلى تفكيرهم التداولي بحيث أنه كلما زادت المؤشرات التي يضيفونها، كلما زادت قدرتهم على التنبؤ بالحركة السعرية، و لكن هذا هو عكس ما على المتداول القيام به.

هذه العقلية هي عبارة عن فخ من السهل الوقوع به بسبب أن المتداول من الممكن أن يجد نفسه بسرعة يضيف المزيد من المؤشرات مع إزدياد حالات الخسارة بسبب العقلية الخاطئة بأن المؤشرات سوف تساعدهم في التنبؤ بالحركة السعرية. ما يحدث في النهاية هو أن المتداول ينتقل من بداية رحلته التداولية بكونه في أفضل عقلية تداولية، إلى إمتلاك العديد من المؤشرات على رسومهم البيانية و كونه في فوضى كاملة و حالة من الشلل التحليلي. المتداول ينتهي به الأمر بإمتلاك الكثير من المؤشرات على رسومهم البيانية بحيث يعارض كل واحد منها الآخر و المتداول لا يعد بإمكانه التداول بسبب أنه محتار بشأن ما عليه القيام به. إذا ماذا يجب عليه القيام به؟

الوقت للإنتقال إلى الحركة السعرية

الطريقة الأبسط و الأقل تعقيداً في العالم للتداول هي الحركة السعرية. كل ما يلزم للتداول بالحركة السعرية هو رسم بياني فارغ خاص بالحركة السعرية و طريقتك التداولية.
لا يوجد مؤشرات أو مؤشرات خارجية على الإطلاق تستخدم الحركة السعرية في التداول. التداول بالحركة السعرية هو عبارة عن مهارة القدرة على قراءة السعر و القيام بالتداول على أي رسم بياني في أي سوق و في أي إطار زمني و من دون إستخدام أية مؤشرات على الإطلاق.
التعليم و الالتزام لازمان لكي تنجح في التداول بالحركة السعرية كما هو الحال مع أي طريقة أو نظام تداولي آخر، و لكن السبب بكون التداول بالحركة السعرية ناجحٌ للغاية و أن الكثير من المتداولين المحترفين يستخدمونه هو أنه يبسط العملية التداولية و العقلية المطلوبة لتحقيق الأرباح.

تداول بأمان و نجاح!

بسمة الزعبي
بدأت بسمة تخوض عالم تداول العملات في عام 2002، وعملت في المقابل في تعليم الرياضيات بعد التخرج من جامعة عمان. تقوم بابتكار ونشر إستراتيجيات التداول عبر المنتديات العربية وتملك الخبرة في قراءة التحليلات وتوجيهها إلى الصفقات المناسبة. في هذه الأيام، تهتم بشكل اكبر في السوق وتعمل على تقليل ساعات التعليم والعمل بدوام كامل في كمتداولة في سوق الفوركس. تطرح في مقالاتها أفكار واستراتيجيات وتحاليل للمبتدئين حول سوق العملات الأجنبية.